زعماء الغرب يتسابقون على قصف بشار بالتصريحات بالتزامن مع تخفيضهم سقف العمل العسكري ضده

فيما دُمرت الغوطة بشكل شبه كلي، واستبيحت من الاحتلال الروسي والإيراني، ودُفن ضحاياها الذين ماتوا بالكيماوي وغيره تحت التراب، وبات من بقي من أهلها مهجرين.. ما يزال زعماء العالم يتسابقون كل يوم، وأحيانا كل ساعة لإطلاق التصريح تلو الآخر بشأن "العقاب" الذي يفترض أن ينزلوه ببشار الأسد، جراء جرائمه.

والبداية من الرئيس الأمريكي "ترامب" الذي يعد بلا منافس بطل التصريحات والعدّاء الأبرز في ميدان "التغريد" على تويتر، حيث خرج اليوم الخميس ليقول إنه لم يحدد موعدا لضرب النظام، وإن توقيت الضربة قد يكون قريبا جدا وقد لايكون قريبا على الإطلاق، منوها بأن إدارته قامت بـ"عمل عظيم" حين حاربت تنظيم الدولة، ومطالبا الأمريكيين بأن يسمعوه عبارة "شكرا أمريكا"!

ورغم أن "ترامب" لم يقل نهائيا إنه ألغى الضربة أو عدل عنها في الوقت الحالي، فإن مجرد ذكره لمحاربة تنظيم "الدولة" يعني تشديده على ما سبق أن أعلنته واشنطن في عهده وعهد "أوباما" من قبل، حين صرحا تكرارا أن لا مصلحة لهما في محاربة الأسد ولا حتى دعم إسقاطه، بل إن كل مصلحة الولايات المتحدة تكمن في محاربة "الدولة" فقط، والقضاء على هذا التنظيم.

واليوم أيضا، أطل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في تصريحات قال فيها إن لديه "الدليل" الذي يؤكد تورط بشار في هجوم دوما الكيماوي، منوها بأنه سيرد وحلفاءه على هذا الأمر في "التوقيت الذي نختاره".

وفي مقابلة مع محطة فرنسية، علق: "لدينا الدليل بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل غاز الكلور، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها"، مؤكدا أنه على تواصل مستمر مع "ترامب"، وأنهما قد يقرران الرد، ولكن "في الوقت الذي نختاره، ونراه بأنه الأنسب والأكثر فعالية".

وأعاد "ماكرون" تذكير من ينسون سريعا سياسات الدول الغربية حيال بشار وجرائمه، موضحا أن باريس تهدف من ردها "المزمع" أن تسلب النظام "قدرته على شن هجمات كيميائية"، بطريقة تبتعد عن "التصعيد"، ليُفهم من تصريحه أن إسقاط بشار أو حتى مجرد السعي لزعزعة حكمه ليس مطلقا بين أهداف "الإليزيه".

الجعجعة الأمريكية الفرنسية حول سوريا، زاد من زخمها دخول المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" على الخط، لتلقي بحجر كبير في بركة التصريحات مؤكدة بكل وضوح أن بلادها لن تشارك في أي عملية مرتقبة ضد بشار الأسد.

وبدا أن تصريح "ميركل" يناقض ما ذهب إليه "ترامب" و"ماكرون"، فيما هو إكمال وتفسير لتصريحهما غير المباشر بخصوص عزوفهما عن الرد، أو على الأقل تأجيله وتخفيفه إلى الحد الذي يبدو معه عديم الجدوى.

المثير أن "ميركل" التي أعلنت رفضها المشاركة في عمل عسكري –مهما صغر- لعقاب بشار، أقرت في نفس التصريحات التي أدلت بها اليوم الخميس، أن النظام ما زال يمتلك مخزونا كيماويا، وأن تدميره "لم يكن كاملا".

وفيما تبدو كل التصريحات النارية منصبة على بشار، وبشار بعيد عن "نيران" الغرب بعد المشرق عن المغرب، يُنتظر أن ينقشع المشهد أكثر من "عاصمة الضباب"، لندن!، حيث تعقد رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" اجتماعا عاجلا لحكومتها، ينتظر أن تعلن فيه دعمها لـ"ترامب" في عملية "تأديب الحيوان"، التي يبدو أنها عملية تتناسب عكسا مع زخم وقوة التغريدات والتصريحات، فكلما غرد "ترامب" وصرح غيره من الزعماء أكثر وبلغة أشد، انخفض منسوب تنفيذ الضربة على الأرض أكثر!

وسبق لـ"ماي" أن أقرت بأن "جميع المؤشرات" تؤكد تورط بشار في هجوم دوما، مشددة على أن هذا الهجوم الكيماوي لايمكن تمريره "دون عواقب"، قبل أن تستدرك –كعادة جميع من استدركوا قبلها-: "سنعمل مع حلفائنا المقربين للتوصل إلى الكيفية التي يمكننا من خلالها ضمان محاسبة المسؤولين"، ليظهر جليا أن النقاش احتدم الآن على "الكيفية"، التي يتضمن مفهومها فيما يتضمن وسائل مثل: التوبيخ اللفظي، الحصول على تنازلات جديدة من بشار، وربما رسم خط أحمر جديدا له. 

وكان "ترامب" قد توعد موسكو يوم أمس الأربعاء، طالبا من الروس انتظار الصواريخ "الذكية والجميلة" التي ستسقط على رؤوسهم بسبب دعمهم الحيوان بشار.



from أخبار سورية - زمان الوصل http://bit.ly/2IL8bew
via IFTTT

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.