هل يهرب الأسد؟.. ناصر علي*

بين ليلة وأخرى يزداد الضغط الأمريكي على نظام الأسد وحلفائه الذين أعلنوا انتصارهم على الغوطة، وبدؤوا بالترويج لعودة هيمنة دولته من جديد، وعودة الحياة الطبيعية للبلاد بعد سبع سنوات دامية، ومع هذا الوعيد الأمريكي الكبير وردود الفعل عليه يبدو السيناريو المحتمل مفتوحاً على احتمالات عدة.

وبالتدريج أيضاً اضمحلت لغة الوعيد بالرد وتدمير القوات المعتدية من قبل الحليف الكبير روسيا، أما الإيرانيون فكأنهم يهمسون بآذان مريديهم أن استعدوا لما هو أسوأ، وأما شذاذ الآفاق وجموع المليشيات المجرمة فالأخبار تتوالى عن انسحابات من أماكن تمركزها بمحيط مطارات النظام وبعض المناطق، وهروب البعض إلى العراق، وصمت كبير للحليف الطائفي حزب الله الذي لم يبدِ حتى اللحظة سوى تعاطف إعلامي خلا من عادته بتهديد شمال فلسطين بصواريخ المقاومة.

في مناطق النظام احتفالات منقوصة بالسيطرة على الغوطة الشرقية بدت كما غير المتوقع، وخصوصاً بعد اكتشاف كذب النظام وأجهزته على المؤيدين حول عدد المعتقلين لدى "جيش الإسلام، وتحميل "وزارة المصالحة" و"علي حيدر" مسؤولية الكذبة الكبرى، وخروج مظاهرات تطالب بحرق "دوما" واستعادة المختطفين والمعتقلين، وترافق ذلك مع صمت مطبق لجمهور الممانعة الذي كان يهدد ويعتقد أن لديه من الإمكانيات الكبرى لأن يحتل العالم مع خشية من تخلي الروس عنهم أمام جبروت القوة الغربية التي تبدو مصرّة هذه المرة على تحقيق إنجاز على الأرض يقلب المعادلة على الأقل أن لا يتمدد الأسد ويعلو صوته أكثر.

المعارضة تم طردها من محيط العاصمة وهذا يبدو متوافق عليه حتى مع الأمريكان الذين لا يريدون بديلاً لا يتوافق مع سياساتهم، وتحديداً إن كان إسلامي المنطق قد يطبق على العاصمة إن تم توجبه ضربة كبيرة للأسد، وما بقي من جيوب حول العاصمة هي لأطراف متشددة أو غير ذات تأثير مما يعني استحضار بدائل معدة سلفاً بالاتفاق عن نظام الأسد وفوق إرادة المعارضة، وهذا يعني أن البديل في أحسن الأحوال منطقة خضراء تشبه ما حصل حول العاصمة العراقية بغداد بعد إسقاط صدام حسين.

الأسئلة التي تبقى مفتوحة بعد الضربة الأمريكية حول مستقبل سوريا التي تريدها أمريكا الحاضرة بقوة هذه الأيام، هل تسقط البلد في فوضى عارمة تشمل هذه المرة خروج كل المناطق عن السيطرة وذهابها نحو اقتتال أكبر، وهو ما سيسمح لفاعلين على الأرض اقتسامها كمحميات صغيرة تكمل إفشالها نهائياً، أم أن أمريكا وحلفاءها وضعوا في حسابهم هذه النتائج التي ربما تؤثر على أصدقائهم في المحيط السوري، أم أن هناك اتفاقا مع الروس يزيح النظام ويأتي ببديل يرضي الجميع بما فيهم النظام والمعارضة وبعدها يتم الانتقال إلى حل سياسي متوافق عليه؟.

حتى الآن تبدو نتائج الضربة الأمريكية في ضوء المعطيات المتوفرة، وحجم التحضير الكبير لها أنها تسعى لتغيير كبير في بنية النظام السوري وتعديل ميزان القوى لغير صالح الروس والإيرانيين وميليشيات الارتزاق، وبالتالي عزل راس النظام الذي لن يكون أمام سوى خيارات القتل أو الهروب.


from أخبار سورية - زمان الوصل http://bit.ly/2GTGSly
via IFTTT

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.