الإنترنت الفضائي نافذة أهالي دوما الوحيدة للتواصل مع العالم

اتخذّ نظام الأسد خلال السنوات الماضية العديد من الخطوات العقابية بحق أهالي الغوطة الشرقية، واتبع في سبيل ذلك أساليب تهدف بالدرجة الأولى إلى تشويه الحقائق، وحرمان أبناء المنطقة من إيصال معاناتهم إلى العالم الخارجي، الأمر الذي دفع بناشطي المنطقة ومن بينهم نشطاء مدينة "دوما"، إلى زيادة الاعتماد على شبكة "الإنترنت الفضائي"، للفت أنظار دول العالم إلى حقيقة ما يجري من انتهاكات بحق أبناء المنطقة.

في هذا الصدد قال "عبد الملك عبود"، أحد أبناء مدينة "دوما"، ومنسق فريق "شباب الغوطة التطوعي" في الغوطة الشرقية، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن أهالي الغوطة الشرقية بدؤوا بشكلٍ عام استخدام شبكة "الإنترنت الفضائي"، في وقتٍ مبكر من الثورة السورية، حيث كان الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الأهل والأقارب في الخارج من جهة، وإيصال ما يجري في مدن وبلدات المنطقة من انتهاكات إنسانية للعالم أجمع من جهةٍ أخرى، في ظل الحصار وقيام النظام بقطع شبه تام لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية عن المنطقة. 

وأضاف: "مع انقطاع الاتصالات الخلوية في عموم الغوطة الشرقية، أصبح الإنترنت وسيلة فاعلة للاطمئنان على الأقارب والأصدقاء في داخل دوما، وخارجها، وخصوصاً أثناء تعرض أحيائها لعمليات القصف العنيف ولجوء الأهالي فيها إلى الاختباء لفترات طويلة في الأقبية والملاجئ للحفاظ على حياتهم وحياة أطفالهم".

بدوره قال "أبو اليسر براء"، رئيس "رابطة الإعلاميين" في الغوطة الشرقية، لقد تراجعت نسبة المساحات التي تغطيها أجهزة الاتصال الفضائية، وذلك بالتزامن مع الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين النظام و"فيلق الرحمن"، والقاضي بتسليم القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، إلى النظام، ورحيل غير الراغبين بعقد تسوية مع النظام إلى "إدلب" في الشمال السوري، وهو ما انعكس سلباً على أهالي "دوما".
وأوضح في حديثه مع "زمان الوصل"، أن شبكات الاتصالات الخلوية و"الإنترنت" متوقفة في الغوطة الشرقية منذ حوالي 6 سنوات، حيث يعتمد الناشطون المحليون وبعض المتطوعين المدنيين على شبكات "الإنترنت" المأجورة عبر أجهزة الاتصال بـ"الإنترنت الفضائي" في عمليات التواصل مع العالم الخارجي، وقد غادر أصحاب شبكات "الإنترنت" المأجورة إلى "إدلب"، ما أدّى إلى توقف خدمة "الإنترنت" في المنطقة -باستثناء دوما- منذ نحو ثلاثة أسابيع.

على الرغم من أن أجهزة الاتصالات "الإنترنت الفضائي" مكلفة نسبياً، إلا أنها شكلت الخيار الوحيد والأمثل للتواصل مع العالم الخارجي، لارتباطها المباشر بالأقمار الصناعية الدوّلية، وهنا أشار "أبو اليسر" إلى أن معظم مؤسسات المجتمع المدني ومنها المتواجدة في مدينة "دوما"، لجأت منذ عدّة سنوات إلى استخدام أجهزة الاتصالات بـ"الإنترنت الفضائي" مثل مخدمي (الهيوز، الأسترا)، بغية الحصول على اتصال شبه دائم بـ"الإنترنت".

نوّه "أبو اليسر" إلى أن أجهزة الاتصال الفضائي قليلة ومكلفة، كما أنها لا تغطي عدداً كبيراً من المستخدمين، وفي الوقت الراهن توقفت عن العمل بعد دخول قوات النظام إلى الغوطة الشرقية، لذلك ثمة مخاوف من حدوث انتهاكات لا يمكن توثيقها في حال استمرار انقطاع خدمات "الإنترنت" في المنطقة، كما هو الحال اليوم في مدينة "حرستا"، التي تغيب عنها الأخبار.

حسب "عبود" فإن أجهزة الاتصال الفضائي في مدينة "دوما"، ساهمت بصورة كبيرة في نقل مقاطع الفيديو المصورة، والصور الثابتة وآلاف المقالات والتقارير الإلكترونية التي وثقها وأرسلها الناشطون من قلب الحصار، والتي تتحدث عن تفاصيل الحياة اليومية الصعبة داخل الغوطة الشرقية، وهو ما زاد من وتيرة الضغط الدولي على النظام السوري لفتح ممرات إنسانية ووصول شحنات إغاثية أممية إلى المنطقة".


from أخبار سورية - زمان الوصل http://bit.ly/2quyWMP
via IFTTT

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.