بعد ثلاث سنوات على تحريرها من الإرهاب؛ يستعيد القطاع الصحي في حلب حضوره تدريجيا عبر إعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية المتضررة بغية تقديم خدمات صحية للأهالي غيبها الإرهاب لسنوات.
وبحسب الدكتور زياد حاج طه مدير صحة حلب فإن 40 مركزا طبيا تمت إعادة تأهيلها ووضعها بالخدمة إضافة لاستمرار العمل وتقديم العلاج الطبي المجاني للمواطنين في 8 مشاف مع تواصل تنفيذ الخطط لوضع المزيد من هذه المنشآت وتزويدها بالأجهزة والكوادر الطبية تباعا.
وأوضح حاج طه لمراسل سانا أن المديرية أهلت منظومة الإسعاف التي تم دعمها بسيارات حديثة إضافة لدعم دائرة برامج الصحة العامة بعيادات متنقلة حديثة وعيادة شعاعية مبينا أنه تتم متابعة حملات اللقاح المتتالية التي تواصلت فترة الحرب ولم تنقطع بجهود الكوادر الطبية التابعة للمديرية.
ولفت إلى أنه تتواصل الآن عملية تفعيل المراكز الصحية بالريف والمدينة وتزويدها بالتجهيزات الطبية الحديثة حيث تم تركيب جهاز رنين مغناطيسي ووضعه بالخدمة في مجمع ابن رشد الطبي ليقدم الخدمات الطبية والعلاجية المجانية للمواطنين كما تم تركيب جهاز تفتيت حصيات حديث بمشفى الرازي ويتم حاليا تركيب غرفة سمعيات متطورة إضافة لجهاز تخطيط جذع الدماغ.
وأشار حج طه إلى أن الخدمات الطبية المقدمة منذ عام 2017 وحتى الآن ضمن المشافي بلغت 4 ملايين و350 ألف خدمة منها مليون و700 ألف خدمة مقدمة في مشفى الرازي إضافة للخدمات التي تم تقديمها من خلال المراكز الصحية ومراكز الرعاية الصحية الأولية مجانا إلى جانب تأمين أدوية للأمراض المزمنة كالسرطان والتصلب اللويحي وأمراض المفاصل.
وبين أن المشافي تضررت بشكل كبير جراء الإرهاب وحاليا هناك 8 مشاف تقدم الخدمات الصحية المختلفة للمواطنين أهمها مشفى الرازي الذي ما زال مستمرا بتقديم الخدمات الطبية حتى الآن وخلال فترة الحرب وهناك دراسة لتأهيل وترميم مشفيي الأطفال والعيون من خلال الشركة العامة للدراسات الهندسية وسيبدأ ترميمهما مع بداية العام القادم وتجهيزهما لوضعهما بالخدمة كما أن مشفى الأورام يتم تجهيزه وفي مراحله الأخيرة وسيتم التعاقد على جهاز مسرع خطي لتقديم العلاج الشعاعي لمرضى السرطان كما أن هيئات مشافي ابن خلدون والكلية والقلب تعمل بشكل جيد في مجمع ابن رشد الطبي كما يقدم مشفى التوليد الحكومي الخدمات الطبية النسائية.
ولفت مدير الصحة إلى وجود مراكز تعنى بصحة الثدي وتقديم خدمات تصوير الماموغراف والكشف المبكر عن السرطان ومنها مركز صحة الثدي التخصصي ومركز مشفى التوليد الحكومي ومركز في مجمع ابن رشد الطبي.
كاميرا سانا جالت على الأحياء المحررة ورصدت بعض الخدمات الطبية التي يتم تقديمها للأهالي عبر المراكز الصحية المنتشرة فيها ومنها مركز الحيدرية الصحي حيث أوضحت الدكتورة أنوار مصاصاتي رئيسة المنطقة الصحية الرابعة أن المركز تم افتتاحه منذ شهر ويخدم منطقتي هنانو والحيدرية ويتضمن عيادات نسائية وأسنان وجلدية وداخلية وغرفة تغذية للأطفال ولقاحا للأطفال ويستقبل يوميا بين 70 و 80 مريضا وتم تجهيزه بأحدث التجهيزات الطبية والمخبرية والأدوية المجانية.
وبينت كل من لطيفة الخالد وملك بارود أنهما تراجعان المركز لتلقي العلاج وإجراء الكشف الطبي والحصول على الأدوية اللازمة مجانا.
وفي المركز الصحي بحي بستان القصر تحدث الدكتور مصطفى باكير نائب مدير المركز عن الخدمات الطبية والعلاجية التي يتم تقديمها لأهالي أحياء بستان القصر والكلاسة والزبدية وذلك بعد إعادة تأهيله وترميمه ووضعه بالخدمة منذ أكثر من عام وهو يضم اقسام الجلدية والسنية والصحة الإنجابية والنسائية ولقاح الأطفال.
ولفتت فاطمة عبد اللطيف من سكان حي بستان القصر إلى أنها تراجع المركز باستمرار لإجراء الفحوص الطبية وتلقي العلاج إضافة لاصطحاب أطفالها وأخذ اللقاح فيما بين نوار عبد العزيز أنه يراجع المركز لإجراء الفحوص الطبية في قسم الأسنان.
وفي منظومة الإسعاف والطوارئ تحدث الدكتور محمد جهاد بعيج رئيس المنظومة عن عودة منظومة الإسعاف في بستان القصر للعمل بعد تحرير حلب وإنهاء أعمال الصيانة والترميم وتزويد المنظومة بسيارات إسعاف جديدة لتخديم الحالات الإسعافية للمواطنين من خلال تلبية اتصالاتهم على النداء الآلي المجاني 110 حيث يتم توجيه الطاقم الطبي إلى موقع الحدث لمعالجة الحالة أو نقلها إلى أقرب مشفى لافتا إلى أن سيارات الإسعاف تضررت كثيرا جراء الاعتداءات الإرهابية حيث يبلغ عدد السيارات الموضوعة بالخدمة حاليا 18 سيارة من أصل 70 سيارة كانت تعمل قبل الأزمة.