اقتضت إجراءات تقليص فاتورة الاستيراد و الاعتماد على مصادر الطاقة المحلية المتوفرة توجه وزارة النفط والثروة المعدنية إلى تحويل سيارات (التكسي) العامة العاملة على البنزين للعمل على الوقود الغازي (سي إن جي) وفق استراتيجية محددة على عدة مراحل حيث يحقق مشروع التحويل الذي وافقت الحكومة مؤخراً على دراسة الجدوى الاقتصادية والآليات التنفيذية له وفراً إجمالياً يتجاوز 67 مليون دولار سنوياً.
وأوضحت وزارة النفط والثروة المعدنية لنشرة سانا الاقتصادية أن العمل حالياً منصب على إجراء دراسة تفصيلية لمكونات المشروع إضافة لدراسة محطات التزود بالغاز وكلفة تحويل سيارات التكسي للعمل باستخدام هذا النوع من الغاز مبينة أن كمية الغاز الطبيعي المطلوبة حسب عدد المركبات تصل إلى نحو 660ر622 متراً مكعباً وهي لا تشكل نسبة تذكر مقارنة مع كمية الاستهلاك اليومي الحالي للغاز الطبيعي مع أن الغاز المطلوب هو الغاز (سي إن جي) الطبيعي وليس الغاز (ال بي جي) اللازم للاستهلاك المنزلي.
وحول المزايا الفنية والبيئية للغاز المضغوط (سي إن جي) مقارنة مع البنزين بينت الوزارة أن غاز (سي إن جي) من أنواع الوقود النظيفة الصديق للبيئة حين استخدامه كوقود للسيارات ولا يسبب أي تآكل في المعادن ولا ترسبات كربونية في غرفة الاحتراق للمحركات وبالتالي يزيد من عمر هذه المحركات ويقلل من أعمال الصيانة بسبب بقاء زيت المحركات فعالاً ونظيفاً دون شوائب كما يمتاز غاز (سي إن جي) برقم أوكتان أعلى من البنزين حيث يصل في الغاز إلى 125 مقارنة بـ 98 بالبنزين لافتة إلى أهمية الجانب البيئي حيث يتميز هذا النوع من الغاز عن الوقود السائل التقليدي بقلة الانبعاثات الملوثة للبيئة وهي بحدود 1/5 لانبعاثات أحادي أكسيد الكربون الناتجة عن الاحتراق مقارنة مع البنزين كما أن الوقود الغازي (سي إن جي) خال من الرصاص.
وأشارت الوزارة إلى أن المشروع يحتاج لتنفيذه بالكامل نحو 26 شهراً موزعة على 8 أشهر لإعداد دفاتر الشروط والإعلان ودراسة التعاقد فيما يحتاج تنفيذ المشروع في إحدى المحافظات بالاعتماد على أسطوانات موردة لـ 6 أشهر من تاريخ المباشرة و8 أشهر لإطلاقه في كل المحافظات من تاريخ إطلاق أول محافظة كما يحتاج بناء وتجهيز خط تعبئة محلي إلى 18 شهراً من تاريخ المباشرة.
يذكران الدراسة الأولية للمشروع لفتت إلى إمكانية توطين تصنيع اسطوانات الغاز الخاصة بتحويل الآليات العامة للعمل على الغاز (سي إن جي) عوضاً عن البنزين والدارات المتممة لهذا العمل علماً أن هناك 994ر73 سيارة (تكسي) عامة في سورية تعمل على البنزين.