كشف عضو لجنة المصالحة في سوريا، عمر رحمون، عن احتمال تسليم المسلحين مدينة معرة النعمان والقرى المجاورة للجيش السوري من دون قتال، بعدما تمكنت وحداته من السيطرة على التلال الحاكمة.
وأكد في تصريح لصحيفة "الوطن"، حصول تواصل مع عدد من الأطراف الفاعلة في منطقة معرة النعمان والقرى المجاورة ومنها الغدفة ومعر شورين، وتقديم اقتراح لإجراء مصالحة على طريقة ما جرى في حلب، وتشكيل لجنة للتواصل مع قرى ريف إدلب الراغبة بدخول المصالحة، تسمح بدخول وحدات الجيش السوري إلى هذه القرى دون معارك.
وذكر رحمون أن الوجهاء والفعاليات في هذه المنطقة قدموا حتى الآن وعودا، على أن يحملوا جوابا حول هذا الأمر قريبا جدا، مبينا أن التوصل لمثل هذا الاتفاق وارد، لكنه لفت إلى أن وجود تنظيمات إرهابية من "الإيغور" و"جبهة النصرة" وغيرها، والتي لا تنتمي إلى المنطقة، قد يصعّب فرص التوصل لهذا الاتفاق، ويترك الكلمة النهائية للميدان الذي يسير لمصلحة الجيش.
وفي تصريح مماثل لـ"الوطن"، وصف القائم بأعمال محافظ إدلب محمد فادي السعدون الإنجازات التي حققها الجيش خلال الـ48 ساعة الماضية على محور عملياته بريف إدلب الجنوبي الشرقي بـ"الكبيرة".
وأكد السعدون، أن الجيش بات "يبعد حاليا نحو 8 كم عن مدينة معرة النعمان"، كاشفا أن هناك تخبطا كبيرا في صفوف المسلحين، واقتتالا بينهم واتهامات متبادلة لبعضهم البعض بالخيانة والتخاذل، حتى إن قسما كبيرا منهم حاول الهروب باتجاه تركيا".
وقدر الأعداد الأولية لقتلى التنظيمات الإرهابية منذ استئناف العملية العسكرية بحوالي 350، وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى.
ومعرة النعمان هي المدينة التي تعتبر أهم معقل للمسلحين على الطريق العام بين حماة وحلب، في وقت بات فيه الجيش السوري قاب قوسين أو أدنى من فرض حصار على نقطة المراقبة التركية في "الصرمان" شرقي المدينة.
وكشف مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي، أن "الجيش السوري وإثر تمهيد كثيف بالوسائط النارية المناسبة، ومعارك حامية مع إرهابيي "جبهة النصرة" والتنظيمات المرتبطة بها، تمكن من مد نفوذه إلى قرى ومناطق جديدة في مسرح عملياته في الريف الشرقي لمعرة النعمان، وهي قرى ومزارع الحراكي والقراطي والبرج وفروان وتحتايا وتل الحمصي والبستان وأبو شرجي ومعيصرونة وكرسنتي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي والشرقي، ودمر آليات عسكرية ودبابتين وعربة مفخخة و6 ناقلات جند للإرهابيين وقتل وجرح العشرات منهم".
وأشار المصدر، إلى أن "سياسة السيطرة على التلال الحاكمة المشرفة على معاقل الإرهابيين في ريف المعرة الشرقي، إضافة إلى سياسة القضم التدريجي وتسريع وتيرة المعارك والهجمات البرية، مكنت الجيش السوري من التقدم السريع نحو المدينة والطريق الدولي بين حماة وحلب، وهو هدف عملية الجيش العسكرية الراهنة لتنفيذ أحد بنود اتفاق "سوتشي" الخاص بإدلب بين روسيا وتركيا".