
ككل القصص العتيقة هكذا دوماً تبدو قصص العطارين القريبة من الأساطير منتشرة في كل مكان وتبقى أسواقها واحدة من قصص التراث والذاكرة وسوق “الحموية” وسط مدينة الحسكة واحد من هذه الأسواق الذي يضم أقدم محلات العطارة في المدينة.

ووسط السوق يتوضع محل أبو أكرم كأقدم محل لبيع مواد العطارة في المدينة والذي لا يزال يخدم الأهالي منذ ستينيات القرن الماضي كما يقول أيمن الحسين الذي ورث العمل به عن والده لافتاً إلى أن المحل يوفر مختلف أنواع الأعشاب البرية التي تنمو في محافظة الحسكة كالزعتر البري والبابونج والحرمل والشيح والزهورات بأنواعها وغيرها إضافة إلى وجود مختلف أصناف البهارات والتوابل والزيوت المستخلصة من مختلف النباتات.
ويلفت الحسين إلى أهمية تناول النباتات والأعشاب والخضراوات والفواكه لما لها من قيمة غذائية ووقائية وعلاجية مبيناً أن معرفة خصائص كل عشبة شيء مهم لوجود أعشاب سامة مشابهة لبعض الأعشاب البرية الطبية ولا يميز بينها إلا الخبير كما أن بعض الأعشاب يضعف تأثيرها إذا خلطت بأعشاب أخرى وقد تصبح ضارة.

الكثير من زبائن محل أبو أكرم يعزون أسباب اللجوء إلى التداوي بالأعشاب لإيمانهم بالأشياء الطبيعية في معالجة أمراضهم البسيطة وهذا ما تؤكده مريم الحسين التي تقول “إنها اعتادت معالجة أعراض الرشح والكريب العادية بالأعشاب” لافتة إلى أنها تلجأ إلى محلات العطارة أيضاً لشراء بعض الأعشاب التجميلية لبشرتها وشعرها.