لأول مرة في هذا سوريا..
تحدت الطالبة هدى هيثم محمد الاعاقة لديها ووصلت الى مراتب عليا في الدراسة الاكاديمية وهي تقوم بمناقشة أول رسالة ماجستير بلغة الإشارة وحصولها على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف.
فعلى أحد مدرجات كلية الآداب في جامعة دمشق وقفت هدى هيثم محمد للدفاع عن رسالتها التي حملت عنوان (المشكلات الاجتماعية والسلوكية لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية) متجاوزة إعاقتها “الصمم والبكم” بلغة الإشارة والإرادة والتصميم ودعم الأسرة والأصدقاء.
والدراسة التي أشرف عليها الأستاذ في قسم علم الاجتماع بكلية الآداب الدكتور بلال عرابي أجريت في معهد الإعاقة السمعية بدمشق حيث رصدت الطالبة آراء 20 معلماً يقومون بتعليم أطفال المعهد الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 15 عاماً حول المشكلات الاجتماعية والسلوكية لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية.
وقدمت الدراسة مجموعة من الاقتراحات للمختصين برعاية هذه الفئة لتحسين الخدمات المقدمة لهم وتصمينها برامج علاجية وإرشادية للتخفيف من المشكلات التي تواجههم ومساعدة أولياء الأمور في تبني أساليب معينة للتعامل مع أبنائهم والمشكلات التي تواجههم.
وبمساعدة المترجمة فرح التل التي ترافق هدى هيثم محمد تطوعاً عبّرت الأخيرة في لقاء خاص مع وكالة سانا للانباء عن سعادتها لكونها أول طالبة من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية تنال هذه الدرجة العلمية وقالت: “كنت أجلس في هذا المدرج لمشاهدة زملائي طلاب قسم علم الاجتماع بكلية الآداب خلال مناقشتهم رسالة الماجستير وأتمنى أن أقف مثلهم يوماً ما وقد تحقق حلمي اليوم وحصلت على 96 درجة من مئة”.
وعزت هدى اختيارها موضوعاً يخدم فئة الصم لكونها واحدة منهم وتدرك التحديات التي يواجهونها ولزيادة الوعي المجتمعي في التعامل معهم وتصميم برامج إرشادية للحد من مشكلاتهم مؤكدة أنها ستواصل جهدها للحصول على الدكتوراه ولا سيما أنها تنال كل الدعم من أساتذتها وأهلها وزوجها الذي تحمل الكثير لأجلها.
لجنة الحكم على الدراسة المؤلفة من الدكتور محمد العبد الله والدكتورة إسعاف الحمد نوهت بجهود الطالبة واعتمادها منهجية بحثية سليمة إلى حد كبير وإغنائها الرسالة بالأرقام الاحصائية واعتمادها على مراجع مناسبة داعين إلى توزيع الرسالة على الوزارات والمؤسسات المعنية برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية للاستفادة منها.
والدة هدى محمد الدكتورة أمل الدرزي في كلية التربية بجامعتي دمشق والبعث قالت والسعادة بادية على ملامحها: “إن ابنتها تمتعت بالإرادة والتصميم منذ الطفولة وهي اليوم طالبة متفوقة وأم ناجحة لطفلتين وعاملة في جامعة دمشق مع زوجها الذي هو من الصم أيضاً”.