في بادرة فريدة من نوعها في سوريا قام عدد من نزلاء سجن دمشق المركزي بتحويل جدران سجنهم إلى لوحات فنية جدارية.
"عمل فني رائع يظهر إبداع وحرفية من قاموا برسمه" هكذا تصف العمل رئيسة المركز الثقافي في سجن دمشق، فاتن سلهب، وتقول إن عددا من نزلاء الجناح الخامس بادروا إلى ذلك العمل وجهزوا كل مستلزماته، قبل أن يخبروها برغبتهم في طلاء الجدران بالرسوم، وهو العمل الذي وصفته صفحة المركز في الفيسبوك حين إنجازه بأنه "بادرة غير مسبوقة".
وتشير سلهب إلى أن المركز يؤمن المواد اللازمة للرسم ويقيم ورشات تدريب على الرسم ضمن أنشطته، وأن هناك ثلاثة ممن يدربون على الرسم، وهم من السجناء أيضا، ويمتلكون موهبة الرسم، وهم من حملة الإجازات الجامعية (طب، هندسة، لغة عربية).
كما تقول رئيسة المركز الثقافي في سجن دمشق، إن السجن سيشهد بعد أيام حفل تكريم لمن قاموا بالرسم بشكل تطوعي، وسيقدم المركز لهم الهدايا، إضافة إلى مكافآت من إدارة السجن، وتضيف أن عددا من النزلاء وممن قرؤوا عن الفعالية طلبوا أن يُكافأ من يقوم بمثل تلك الأعمال، كالرسم أو قراءة عدد من الكتب، بتخفيف مدة أحكامهم.
وعن قراءتها لتلك الأعمال فنيا وإنسانيا، تقول سلهب إن "ذلك العمل يدل على أن الإنسان بطبعه مفطور على حب الجمال والإبداع، وجميعنا يعلم بأنه لا يوجد إنسان شرير بطبعه، ولكن يمكن أن تجبره بعض الظروف الاجتماعية البيئية، أحيانا موقف ما غير متوقع كحادث سيارة مثلا قد يعرض صاحبه ليكون داخل أسوار السجن"
ومنذ تأسيسه أواخر عام 2018 يرعى المركز الثقافي في سجن دمشق المركزي عددا من الأنشطة الثقافية في السجن الذي يعرف باسم "سجن عدرا" وهو واحد من أكبر السجون في سوريا ويتبع وزارة الداخلية.