مهندس شاب من محافظة السويداء يبتكر عنفة ريحية بارتفاع يتجاوز ثلاثة أمتار لإنتاج الطاقة واستثمارها مباشرة في التدفئة ما يؤكد قدرة السوريين على الإبداع والابتكار.
المهندس ضياء العبد الله البالغ من العمر 30 عاما يبين لمراسل مجلة عمار جهماني أن دافعه الأساسي لهذا الابتكار كان لمواجهة نقص موارد الطاقة وتأثيرات الأزمة التي ترتب عليها ساعات طويلة من التقنين الكهربائي وتكاليف مادية كبيرة خلال فصل الشتاء للتدفئة إضافة إلى دعم مسألة البحث عن مصادر الطاقة النظيفة والمجانية.
ويوضح العبد الله أنه استند في ابتكاره إلى توفر الرياح بشكل كبير في فصل الشتاء مع عمله على الربط بين العنفة ومدفأة مصممة خصيصا لهذا الغرض من خلال الأسلاك النحاسية الكهربائية العادية.
العنفة التي وضعها العبد الله على سطح منزله في بلدة سليم بريف السويداء كما يشير هي من النوع الرأسي وآمنة الاستخدام وتعمل دون ضجيج بطريقة سحب الهواء ويصل إنتاجها إلى 800 واط ساعي بما يتناسب مع طبيعة المنطقة وقوة الرياح فيها.
ويلفت العبد الله إلى أنه استخدم لتصميم العنفة مادة الألمنيوم للأجنحة والحديد الصلب للجسور والأعمدة مع طلائها بالدهان لحمايتها من العوامل الجوية إضافة إلى تركيب حمايات لها من الصواعق كونها على ارتفاع عال وذلك بناء على دراسات بهذا الخصوص.
ويمكن استخدام العنفة بحسب العبد الله في تغذية المنزل بالكهرباء بعد إضافة مدخرات وبعض الدارات الإلكترونية مع إمكانية ربطها أيضا مع أجهزة الطاقة الشمسية عند انخفاض الإشعاع الشمسي في فصل الشتاء لتسخين المياه.
العبد الله الذي وظف دراسته لهندسة الميكانيك بجوانب كثيرة من ابتكاره الذي استغرق العمل فيه ستة أشهر مستفيدا كذلك من بعض المعلومات الأكاديمية والنظرية التي جمعها فيما يتعلق بالجانب الكهربائي منه.
صعوبات كثيرة واجهت العبد الله حتى وصل إلى ابتكاره وأبرزها كما يوضح نقص الأدوات اللازمة للعمل ودقة التفاصيل الموجودة في العنفة إضافة إلى تكاليف تصميمها المادية.
ويسعى العبد الله خلال الفترة القادمة كما يذكر إلى تطوير مشروعه من خلال استخدام الطاقة الشمسية كنظام هجين في حال سكون الرياح لتكون بديلة عنها في تشغيل العنفة وتوليد الطاقة بحيث تكون التدفئة مستمرة دون انقطاع.
المهندس العبد الله خريج كلية الهندسية الميكانيكية من جامعة دمشق عام 2013 ويعمل حاليا في الشركة العامة للكهرباء ويأمل بدعم ابتكاره وتعميمه لوضعه في خدمة أبناء بلده وتطبيقه ضمن المناطق الجبلية الأكثر استهلاكا للوقود وفي الوقت نفسه غنية بالرياح.