مسيحيو العالم العربي.. لاحتفال العيد هذا العام طعم خاص


حاول مسيحيو العالم العربي رسميا وشعبيا استعادة طعم الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام في أجواء خيم عليها الأمل بنهاية المعاناة وبحلول السلام والطمأنينة. وأجواء الاحتفال بالعيد هيمنت أيضا على العالم الافتراضي.

    
Palästina Christen feiern Weihnachten in Bethlehem (Reuters/M. Qawasma)

حرص عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كالمعتاد على توثيق احتفالات عيد الميلاد على صفحاتهم الشخصية، والتي كانت عبارة عن صور ومقاطع فيديو تُظهر أجواء الاحتفالات من مدن عربية مختلفة، تقطن بها الأقلية المسيحية. ومن بين هذه الاحتفالات، احتفالات مدينة بيت لحم. وعلى غرار الأعوام السابقة، شدت مدينة بيت لحم، مهد المسيح، أنظار العالم لها من خلال مراسم الاحتفالات الضخمة بعيد الميلاد، الذي تم إحياءه، في قداس حضره هذا العام عدد أكبر من المشاركين والسياح الأجانب، بعد سنوات من التراجع في المشاركة بسبب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

ورأى عدد من النشطاء بأن احتفالات بيت لحم بعيد الميلاد هذا العالم "أفضل" من الأعوام السابقة، كما كتب عماد الصفار، الذي نشر صورة من أجواء الاحتفالات من بيت لحم، وأرفقها بتعليق كتب فيه عن اختلاف أجواء الاحتفالات هذا العام، وغِنى الأنشطة الموجهة للجمهور، وتمنى دوام المحبة للجميع.

 <iframe src="https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Femad.alasfar.9%2Fposts%2F10157364244955656&width=500" width="500" height="766" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

استعادة طعم الاحتفال

وللمرة الأولى منذ سبع سنوات، احتفل مسيحيو العراق في مدينة الموصل بعيد الميلاد وذلك بعد مغادرة الآلاف من المسيحيين المدينة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية، ومن ثم سيطرة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش عليها، وكذلك بسبب التهديدات وعمليات القتل والخطف والسلب إلى مدن إقليم كردستان أو إلى خارج العراق.

وهيمن إعلان مجلس الوزراء العراقي، اعتبار يوم عيد الميلاد، 25 كانون الأول/ ديسمبر، عطلة رسمية وطنية في عموم العراق على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سارع العديد من الرواد من تناقل الخبر فيما بينهم، معتبرين ذاك لفتة ايجابية من الحكومة، و"ملامح التعافي للعراق وأهله"، كما كتب سالم مشكور في تغريدة له على حسابه الشخصي في موقع"تويتر":"عيد الميلاد مختلف هذا العام في العراق. الكنائس مكتظّة بالمصليّن والاهتمام الرسمي لافت للنظر وعطلة رسمية في المناسبة.. انها ملامح التعافي للعراق وأهله .اللهم نسألك المزيد".

وعبر العديد من الرواد عن فرحهم باستعادة طعم الاحتفال بعيد الميلاد بعد هزيمة داعش وطرد عناصره من المدينة، كما كتبت شتيفاني أمين في تغريدتها على تويتر:

وإلى جانب أجواء التهاني والاحتفالات ذهب رواد آخرون إلى لفت الانتهاء إلى نقطة أهم، وهي ضرورة إعادة إعمار المدينة، كما كتب محمد سالم في تغرية له على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، وأرفقها بصورة لأحد أشهر الكنائس في مدينة الموصل، بعد أن طالها الخراب على أيدي عناصر داعش:" "معظم مسؤولي الحكومة العراقية تسابقوا لتهنئة الإخوة المسيحيين بأعياد الميلاد ، لكن ليس ثمة تهنئة أصدق من إعادة الحياة لمناطقهم ولو بأعمار جزء بسيط منها خصوصا في سهل نينوى والموصل. الصورة من كنيسة الساعة وهي من أشهر كنائس الموصل هذا حالها بعد أكثر من عام على التحرير".

الفرحة لا تفرق بين الأديان

ولم تخلو مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً من صور الاحتفالات بعيد الميلاد في بعض المدن السورية الكبرى، مثل دمشق وحلب. الصور ومقاطع الفيديو المصورة، التي تداولها العديد من النشطاء فيما بينهم، عكست رغبة السوريين في إعادة صورة الاحتفالات بعيد الميلاد في تلك المدن على ما كانت عليه قبيل بدء الحرب في سوريا.

بعض الرواد أعربوا عن أهمية الاحتفال بعيد الميلاد في ظل التطرف، الذي تشهده المنطقة، ومشاركة الفرحة بين جميع الأديان، كما كتب نورال هاكدوش في تغريدة له:" أنا مع حرية الاحتفال، فمن يريد فليحتقل، عيد الميلاد مهم في عصر التطرف، لنشعر أن بين الإنسانية شيء يجمعنا وهي الفرحة، لا ننسى أن الملايين من المسيحين العرب في فلسطين سوريا ولبنان، يشاركون المسلمين احتفالاتهم، فلماذا لا نرد الاحترام؟".

لم تختلف الصورة في لبنان أيضاً عن بقية الدول، حيث يحتفل لبنان بعيد الميلاد هذا العام في ظل ظروف سياسية صعبة، انعكست على آمال وتطلعات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يتطلعون في عيد الميلاد هذا العام إلى تحقيق الأمان والاستقرار في بلدهم، والبعد عن الطائفية و التعصب، كما كتبت  كل من نانسي باهماد ووفاء عطا الله على "تويتر".

رسالة اطمئنان للمسيحيين

 من جهته يرى كامل زومايا، ناشط متخصص في أوضاع الأقلية المسيحية، بأن المسيحيين والأقليات الغير مسلمة في الشرق الأوسط يتعرضون إلى معاناة كثيرة بسبب التطرف الإسلامي، الذي يجتاح المنطقة ويخلق بلبلة في الأمن، مما دفع بالكثيرين إلى التخلي عن ممتلكاتهم وحضارتهم وتاريخهم واللجوء إلى دول أخرى. ويقول في حديثه لـ DW عربية:" أن اعتبار يوم 25 كانون الأول / ديسمبر، يوم عطلة رسمية لجميع العراقيين، هو رسالة ايجابية من الحكومة العراقية ورسالة اطمئنان للمسيحيين".

ويُذكر أن الفاتيكان قد أعلن عن زيارات مرتقبة العام المقبل سيقوم بها البابا فرنسيس للعالم العربي، منها زيارة  للإمارات في شباط/ فبراير للمشاركة في حوار عالمي بين الأديان حول "الأخوة الإنسانية"، وزيارة للمغرب في آذار/ مارس المقبل. وعن دلالات هذه الزيارات واهميتها بالنسبة للأقلية المسيحية في العالم العربي، يرى الخبير المختص في أوضاع الأقلية المسيحية، أن لهذه الزيارات رسالتان، الأولى وهي رسالة اطمئنان عن ما تعرض له المسيحيون في الشرق الأوسط، وذلك للبقاء والتشبث بأرضهم وأرض أجدادهم، والرسالة الأخرى، رسالة محبة للمسلمين في الشرق الأوسط والعالم والتأكيد على أن العالم يسع الجميع".

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.