الخبر وإعرابه
الخبر: زعم ترامب في تغريدة له أن روسيا وسوريا وإيران يقتلون آلافا من المدنيين الأبرياء في إدلب وأن ترکيا تبذل جهودا مضنية لإيقاف هذه المجزرة.
التحلیل:
اعتبار ثلاثة ملايين نسمة في إدلب آلافا من الأشخاص من قبل ترامب يدل علی عدم معرفته بعمق الكارثة التي تجري في هذه المنطقة السورية. وفي الوقت نفسه ، فإن اتهام كل من سوريا وروسيا وإيران الدول الثلاثة التي کانت ومازالت تصر على تطهير إدلب من الإرهابيين، ودعمه لتركيا ، التي هي في الواقع إحدی العقبات الرئيسة أمام تحرير إدلب، من شأنه أن يلمح إلى ملفات خلف الکواليس في العلاقات التركية الأمريكية، الأمر الذي ربما يُکشف عنه في المستقبل القريب.
وبما ان استذكار تعاطي اردوغان مع قضية القس المسيحي الأمريکي، المحتجز في ترکيا وإطلاق سراحه في محکمة اسمية في حين اعتبر اردوغان في وقت هذا الملف من الخطوط الحمراء بالنسبة لحکومته يمکن أن يلقي الضوء علی ما خلف الكواليس ايضا.
ترامب في زعمه يدافع عن أهالي إدلب بينما هو الذي وقّع القانون المعروف بقيصر والذي ينص على تهديد اي بلد يقديم أية مساعدات لسوريا بالحظر الأمريکي ووتاكيده على أن الحظر سيطال المساعدات التي تُبذل لإعادة إعمار سوريا.
وياتي هذا في ظل اصرار ترامب علی استمرار هيمنته علی مصادر شمال شرق سوريا ولاسيما مصادر الطاقة والنفط والحاحه في الوقت ذاته علی تجنيب ترکيا الارتماءَ في أحضان روسيا بشکل کامل وفيما يسعی لطرد إيران أيضا من سوريا.
وعليه فإن إعلان دعمه لأردوغان واتهام سوريا وايران وروسيا بقتل الناس في إدلب، بدل إدانة الإرهابيين وداعميهم إنما هو محاولة ما لکسب قلوب الذين يذعنون بحضور أمريکا في هذه المنطقة إزاء بقائهم في شمال سوريا.
ويجب أن ننتظر لنری هل سيشکل استمرار احتلال إدلب موضوع الصفقة الأمريکية الترکية في ليبيا أم لا؟ وإن ليس من المستبعد کثيرا أن تتحقق هذه القضية.