بتكليف من الرئيس السوري، بشار الأسد، زار القائم بأعمال سفارة سورية في عمان، شفيق ديوب، المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي يتلقى العلاج في أحد مشافي العاصمة الأردنية إثر حادثة تسمم تعرض لها قبل أيام في بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المحتلة.
من جانبه طلب المطران حنا نقل رسالة شكر وامتنان ومحبة إلى الرئيس الأسد معربا عن تقديره البالغ لتضامن سورية الراسخ قيادة وشعبا مع فلسطين ومنوها بصمود الجيش السوري وتضحياته في مواجهة المؤامرة الإرهابية التي تتعرض لها سورية.
وأكد المطران حنا على التمسك بثوابت حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأن القدس ستظل العاصمة الأبدية لفلسطين.
هذا وقال ثائر الغضبان ،أحد المقرّبين من المطران عطالله حنا ” إنّ ما تعرّض له المطران من تسمّم، هو محاولة اغتيال إسرائيلية للتخلّص منه”، موضحا أنّ المطران “كان حريصًا بعد شعوره بهذا التهديد”.
وأضاف: منذ يوم الثلاثاء الماضي، تم لصق إعلان باللغة العبرية على باب البطريركية، حيث كان مضمونه تحذيرًا من مادة سامة “غاز برومو الميثان”، وتم إبلاغ جميع موظفي البطريركية بضرورة الغياب لمدة عشرة أيام، وذلك لخطورة هذه المادة السّامة.
وتابع أنه “بالرغم من إبلاغ الموظفين وتحذيرهم، إلا أنه لم يتم تحذير المطران، ولكنهم اكتفوا بإبلاغه بأنهم سيقفلون نافذة غرفته داخل البطريركية، وفي صباح اليوم التالي، تفاجأت سكرتيرة المطران بحالته الصحية السيئة وانتفاخ في وجهه، لكنه طلب منها حينها حجز غرفة بفندق نوتردام في القدس، ورفض الذهاب إلى المشفى”.
وتأكيدًا على دوافع الاحتلال، يقول الغضبان: بعد خروج المطران من البطريركية، جاءت عدّة سيارات إسرائيلية من الشركة المختصة والتي أشرفت على رش المبيدات، وقام أشخاص يرتدون “الكمّامات” بإخراج قوارير الغاز، والتي يمكن من خلالها الوصول إلى الحقيقة، حيث “تمكّن أفراد من مراقبتهم”، فضل الغضبان عدم تقديم مزيد من التفاصيل عنهم.
واستكمل الغضبان “بعد ساعات من وصوله إلى الفندق (نوتردام)، بدأت حالته الصحية بالتداعي، مما استدعى نقله إلى المشفى الفرنسي، حيث كانت نتيجة الفحوصات جيدة ومطمئنة، ولكن بعد ساعات، لاحظت خلال حديثي مع المطران عبر الهاتف تلعثم لسانه، وهذا أمر مدهش، إذ أن المطران طليق اللسان”.
ويستطرد الغضبان “يوم الأحد الماضي، زارت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، المطران، وأفزعتها حالته الصحية، مما دفعها لاتخاذ الإجراءات كي يتم علاج المطران في الأردن الشقيق، وذلك بمتابعة واشراف من الدكتور عبدالله البشير، ومن ثم طلبنا تقريرا من المشفى الفرنسي، والمدهش أن تقرير المشفى لا يتضمن الحديث عن حالة تسمم”.
الغاز الذي استخدمه الاحتلال .. محرّم دوليا
وبحسب الغضبان “تواصلنا مع مركز مختص بحالات التسمم في الأردن، حيث تحرك الدكتوران نمر صبحة وعبد المجيد القزّاز، وعند طلب المركز معرفة نوع الغاز السام، حينذاك تمكّن أليف صباغ (محلّل وخبير سياسي) من الحصول على صورة للإعلان الذي كان قد نشر على مدخل البطريركية”.
ويضيف “وبعد استشارة المختصين، تبين أن غاز برومو الميثان الذي تم استخدامه، محرّم دوليا ويمنع استخدامه لدى الاحتلال”.
وكان المطران حنا، حمّل "إسرائيل" المسؤولية عما حصل معه بعد إصابته بمادة سامة تم رشها في محيط منزله بالقدس قبل أيام.
وقال، في تصريح بعد وصوله إلى عمّان لتلقي العلاج، إنّ جمعية إسرائيلية متخصصة بالمكتبات والارشيف “قامت برش مواد سامة داخل البطريركية بالقرب من مكان سكنه”، موضحا أن “ما جرى قد يكون محاولة اغتيال أو إبقائي مريضا طيلة الحياة، وأن المادة السامة لها تداعيات خطيرة خاصة على الجهاز العصبي”.