واصلت جامعة حلب أداء رسالتها العلمية والبحثية أثناء الحرب الإرهابية التي تعرضت لها المدينة وعززت أداءها بعد الانتصار والتحرير لتثبت قدرة طلبتها وكوادرها العلمية مهما كانت الظروف على متابعة التحصيل العلمي ونيل الشهادات التي تؤهلهم للانخراط بالعمل في المجتمع وخدمة الوطن في جميع المجالات.
وعبر 19 كلية علمية ونظرية ومعهدين عاليين الأول للتراث والثاني للغات وثمانية معاهد تقانية تابعت جامعة حلب نشاطها العلمي متحدية كل الظروف الصعبة التي عاشتها المحافظة جراء الإرهاب وفق رئيس الجامعة الدكتور مصطفى أفيوني.
الجامعة شاركت بعدد من المعارض والمؤتمرات العلمية والمسابقات البرمجية وحصدت عددا ًمن الجوائز وهذا شكل وفق أفيوني حافزاً ودافعاً مشجعاً لتطوير مسيرة التعليم بحلب لافتاً إلى أنه تمت إضافة عدد من الاختصاصات في الكليات ومنها الغزل والنسيج في كلية الميكانيك وتفعيل قسم الهندسة النووية ووضع خطة استراتيجية على مدى خمس سنوات لبناء عدد من الكليات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة.
وبحسب أفيوني فإن جامعة حلب ترتبط بمجموعة من الاتفاقيات مع الجامعات والقطاع الخاص وغرفتي صناعة وتجارة حلب وتمت إقامة عدة معسكرات إنتاجية أثناء فترة الحرب الإرهابية في المدينة الصناعية بالشيخ نجار والتي حققت الفائدة المشتركة للطلبة والصناعيين مبيناً أن العام الحالي شهد مشاركة 600 طالب وطالبة في التدريب بالمعامل والمصارف ومواقع العمل والإنتاج كما تم تجسيد ربط الجامعة بالمجتمع بشكل فعلي حيث شاركت جامعة حلب بمعرض دمشق الدولي وحصلت على 19 جائزة في مختلف المجالات.
كاميرا سانا جالت على عدد من كليات جامعة حلب ورصدت الواقع التعليمي والبحثي فيها حيث أوضحت الدكتورة سيلبا اشخانيان عميد كلية الطب أن المسيرة التدريسية في الكلية لم تتوقف رغم الاعتداءات الإرهابية حيث شكلت الجامعة إحدى ركائز استمرار الحياة بحلب ووصل عدد الطلاب فيها إلى أكثر من ألف طالب بعد عودتهم للدوام في جامعتهم الأم حيث سمح لهم مسبقاً بالدوام في جامعات أخرى بسبب الحرب.
وتحدث الدكتور عبد الجليل غريواتي عن استمراره بتدريس مقرر بيولوجيا الخلية لطلبة الطب السنة التحضيري طيلة فترة الأزمة رغم تساقط قذائف الإرهاب اليومي على المدينة والجامعة وكان هناك تجاوب وإصرار من الطلبة على الحضور والدوام اليومي.
وفي مخبر علم الجنين بكلية الطب أشار الدكتور حمدي نوفل أخصائي علم الجنين والوراثة إلى أن المخبر تم إنشاؤه فترة الأزمة وتم الحفاظ على موجوداته رغم سقوط القذائف على المكان حيث ساهم المخبر في تزويد الطلاب بالخبرات العملية وتشكيل حافز إيجابي وثقة بمؤسسات الدولة.
وفي كلية العمارة أوضحت الدكتورة لميس حربلي عميد الكلية أن العملية التعليمية استمرت وبقوة في الكلية بجهود الكوادر التدريسية واستيعاب الطلبة وهي تحتوي أربعة أقسام للتصميم المعماري والبيئة والبناء والتنفيذ
وتاريخ ونظريات العمارة ويدرس فيها نحو 400 طالب وطالبة وهناك قسم دراسات عليا للأقسام الأربعة وماجستير.
وفي كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بين الدكتور أديب أعرج عميد الكلية أن الكلية تضم عشرة أقسام تم تفعيل ستة منها الديكور والعمارة الداخلية والاتصالات البصرية والإعلان وتصميم النسيج والأزياء والرسم والتصوير والغرافيك والنحت ويتخرج منها سنوياً نحو 110 طلاب وهي كلية نموذجية تطبيقية يتم خلالها إيلاء الطالب الاهتمام الكبير لافتاً إلى استمرار الطلبة بالدوام أثناء فترة الحرب رغم الظروف الصعبة.