لا تزال أعمال الموسيقار فريد الأطرش الموسيقية والسينمائية والغنائية تعيش بيننا فألحانه جزء من ثقافتنا وتمتزج أنغامه المتطورة والجديدة بالنغمات الشعبية لتمتلك مقومات خلودها عبر الزمن.
وعرض الدكتور فائز الداية ضمن سلسلة “أعلام ومبدعون” الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة تاريخ هذا الفنان والأحداث والمصاعب التي مر بها ليبرهن على قدرة الإنسان الكامنة التي تحلق به عندما تبرز إرادته ومعرفته لأهدافه في الحياة.
ويبدأ الداية كتابه من طفولة الأطرش في القريا وانتقال أسرته إلى مصر وانتسابه إلى معهد الموسيقا العربية فيها إضافة إلى بداياته مع العود وتأثره بوالدته التي كانت تمتلك العديد من المواهب الموسيقية وبداية انتشاره عن طريق الإذاعة لتفتح له أبواب الحفلات والتسجيل على أسطوانات.
ثم يستعرض الكاتب رحلة فريد الأطرش مع السينما والتي بدأها من فيلم انتصار الشباب مع أخته اسمهان ليصل عدد أفلامه إلى أحد وثلاثين فيلماً وتأسيس شركة إنتاج خاصة به.
ويلفت الداية إلى العارض الصحي الذي أصاب الأطرش ودور أصدقائه في حياته وانتقاله إلى العيش في بيروت ووفاته فيها يوم الـ 26 من كانون الأول عام 1974.
ويشير الداية في نهاية كتابه إلى أن ما ميز الأطرش كعازف هو تطويع الألحان التي تعزف على الآلات الغربية كالغيتار لتعزف على العود إضافة إلى الألحان الأصيلة التي كان يقدمها بجمل موسيقية لامعة اجتذبت الموسيقيين في العالم ليغنوها.
يذكر أن الدكتور فائز الداية أستاذ البلاغة والنقد وعلم الدلالة في جامعة حلب له مجموعة من الكتب والدراسات اللغوية والنقدية وهو كاتب درامي ومستشار في عدد من المجلات الثقافية.