تحققت خلال العام المنصرم إنجازات ميدانية وسياسية متعددة شكلت انقلاباً في المشهد السوري من حالة الحرب الكبرى إلى معارك موضعية بدلت التوازنات لصالح الدولة السورية.
في الشق السياسي كانت أبرز التحولات في إعادة عدد من الدول تقييمها لموقفها والذهاب نحو التسليم بأن مشروع إسقاط الدولة فشل، وفي ملف اللجنة الدستورية تم إحراز تقدم خجول لجهة متابعة المسار السياسي.
ميدانياً كان عام 2019 عام تمتين التحالفات العسكرية بين سوريا وحلفائها بالدرجة إلى جانب رفع مستوى التنسيق في مواجهة جديدة في الضغط على سوريا كملف الحصار الاقتصادي والسلاح الكيميائي والملف الإنساني.
ويرى الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء الدكتور محمد عباس أن أهم المتغيرات الميدانية على الإطلاق هو الإنتشار الإستراتيجي والعملياتي للقوات المسلحة السورية في منطقة شمال شرق الحسكة وصولاً إلى نقطة تلاقي الحدود السورية العراقية مع الأراضي التي تحت سيطرة تركيا، والتطهير الحاسم للمنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من داعش، و الترابط النوعي بين الشعب والدولة في المنطقة الشرقية، والأهم من ذلك ارتقاء مستوى التعاون والتنسيق العسكري بين القوات المسلحة السورية والقوات الروسية وحلفائها وأصدقائها ما أعطى انسجام كبير في منظومة القيادة والمواجهة ما أفرز إنجازات عسكرية كبيرة وأسهم عودة الاستقرار إلى مساحات واسعة من الجغرافيا السورية.
في الشق السياسي قال الباحث في القضايا الجيوسياسية الدكتور سومر صالح أن : 2019 كان عام الإنجازات الميدانية الكبرى التي كان لها تأثيراً سياسياً مباشراً، ومن الطبيعي في ظل الضغط الميداني السوري والانتصارات الميدانية الكبرى أن يكون الضغط السياسي هو الأعلى، ومنها الاتفاق الروسي التركي، وأيضاً تشكيل لجنة مناقشة الدستور، وهناك الملف الإنساني ومحاولات الاستثمار السياسي فيه، واجتماعات منتدى جنيف، ومشروع قرار تعديل القرار 2165 أسقط بفيتو روسي، وكان هناك اجتماع رباعي بخصوص موضوع اللاجئين، أيضاً زيارة الرئيس بشار الأسد لطهران في شهر فبراير/شباط، والاجتماع على مستوى رؤساء الأركان الروسي السوري الإيراني العراقي المشترك، والإنجازات السياسية الاقتصادية الهامة من خلال توقيع جملة من الاتفاقات السورية الروسية والسورية الإيرانية المشتركة.