خبير نفطي عمل سابقاً في شركة «محروقات» بين أن تركيبة البنزين في المصافي تضم مزيجاً من أنواع «النفتا» الخفيفة والمتوسطة، يضاف إليها محسنات للبنزين، لرفع درجة الأوكتان فيه، وجعله مناسباً للاستخدام، وليس لزيادة كمية البنزين المنتجة، مبيناً أن هذه الإضافات المحسنة يتم استيرادها، وتستخدم عالمياً.
ولفت إلى أنه يتم إضافة مواد كحولية أحياناً، تساهم أيضاً في رفع رقم الأوكتان، إلا أن لها بعض الآثار مثل الشراهة للرطوبة والمياه، كما تزيد استهلاك البنزين نسبياً.
وأوضح أن تعرض البنزين للرطوبة أثناء عمليات التخزين والنقل يؤثر في أداء السيارات، مشيراً إلى أن مضخات السيارات الحديثة إذا وصلت إليها أي رطوبة أو مياه من البنزين فإن ذلك يؤدي إلى حدوث خلل وأعطال فيها.
وأشار إلى خلط البنزين في بعض محطات الوقود، الذي يتم من خلال إضافة مواد أقل ثمناً للبنزين، مشيراً إلى أنه سابقاً كان يخلط بالكاز، أما اليوم ومع عدم توفر الكاز فيلجؤون إلى خلطه بالمياه، وهذا الخلط له تأثير كبير على مضخات السيارات.
وبيّن أن الحلول لموضوع الغش في البنزين وخلطه بمواد تؤثر على جودته يتم من خلال الإسراع بعمليات تطوير المصافي، وبالتالي تحديث عمليات التكرير فيها، بهدف رفع المواصفة القياسية السورية سواء للبنزين أم المازوت، واختيار المواد المناسبة عالمياً لرفع رقم الأوكتان، مشيراً إلى أن تطوير المصافي يؤدي إلى تطوير المواصفات القياسية السورية للبنزين والمازوت، لافتاً إلى أن الآليات والسيارات الحديثة التي تدخل سورية تتطلب حالياً مواصفات للبنزين أعلى من المواصفات القياسية السورية.
وفيما يخص موضوع تأثير اللون البنفسجي على البنزين أكد مدير مسؤول في شركة «محروقات» أن الهدف من استخدام اللون هو تمييز البنزين والحد من التهريب ولا تأثير له على جودة البنزين.
أما مدير التشغيل والصيانة في الشركة محمد المحمد، فقد بين أن خلط البنزين ليس جديداً، وتم اتخاذ العديد من الإجراءات فيما يتعلق بالمصافي وطريقة استلام المادة، من قبل «محروقات»، للحفاظ على جودة المشتقات ومطابقتها للمواصفات القياسية، كما تم تكثيف دوريات التموين لضبط هذا الموضوع، من خلال سحب عينات من كل المحافظات.
ولفت إلى العينات المخالفة إذ تم إعلام شركة المحروقات بها، التي بدورها اتخذت كل الإجراءات بهذا الخصوص، مشيراً أن التلاعب بالمادة يتم من قبل بعض أصحاب الصهاريج بعد خروج المادة من المستودع البترولي التابع للمحروقات، مبيناً أنه من الممكن أن يضاف مياه أو زيت محروق أو مشتق نفطي آخر كالكيروسيل أو مازوت بدائي، لافتاً إلى أن عمليات الغش تتم بعدة طرق، وهي السبب وراء الأعطال في مضخات السيارات، مبيناً أن ليس لديه علم بمدى تأثير ذلك في زيادة استهلاك السيارات للبنزين.
وبيّن المصدر أن شركة المحروقات تسلم المادة للصهاريج وفق المواصفة القياسية السورية، ويوقع سائق الصهريج على أنه استلم مادة مطابقة للمواصفات، وهو بدوره يتأكد من المادة أثناء التحميل، وبعده، ويجري الاختبار اللازم للمادة قبل الاستلام.
وشدد على أنه بمجرد خروج الصهريج من المستودع البترولي تنتهي مسؤولية شركة المحروقات، وتصبح المسؤولية على عاتق سائق الصهريج، الذي يستلم المادة، ومراقبته على عاتق الجهات الوصائية كالجمارك والتموين، لافتاً إلى أن التلاعب يتم كذلك في محطات الوقود.
ونفى موضوع خلط البنزين في المصافي، مؤكداً أن المادة تخرج من المصافي مطابقة للمواصفات القياسية السورية.