“مهنة لا تعرف الانقطاع أو التوقف ولو للحظات” وصف يجمع عليه معظم العاملين في مجال الإعلام.. محررون وصحفيون ومذيعون ومصورون وفنيون ومهما اختلفت الصفات يتناوبون على شاشات محطاتهم وخلف حواسيبهم وكاميراتهم يتابعون الأحداث وينقلون الأخبار على مدار الساعة.
تتوقف معظم المؤسسات والوزارات عن العمل في أيام العطل والأعياد.. وحدها المؤسسات الخدمية تبقى كوادرها مستنفرة لتلبية احتياجات الناس والإعلام السوري لا يختلف عنها.
مراسلة سانا زارت بعض المؤسسات الإعلامية في عطلة رأس السنة الميلادية والتقت عدداً من زملاء المهنة الذين يقومون بعملهم بشكل يعكس انتماءهم لوطنهم ومؤسساته في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تضج بالحركة رغم أيام العطلة الأربعة حيث رأت المراسلة الحربية ميس عاقل أن الإعلام مهنة لا تقبل الانقطاع لأنها تعتمد على نقل وتغطية الأحداث بمختلف أنواعها في أي وقت فلا يمكن تأجيل الأخبار خلال أيام العطل أو غيرها بل يجب السرعة بالتغطية والضخ المستمر للأخبار إلى جانب تغطية أجواء العيد والمناسبات وأماكن الاحتفالات والصلوات.
عاقل لفتت إلى أن طبيعة عملها كمراسلة تفرض عليها عدم وجود يوم عطلة فالأخبار على مدار الساعة ولا بد من وجود المراسلين لمواكبتها.
وفي قسم الترجمة والرصد اعتبرت الزميلة نهلة علي أن لكل عمل ولا سيما الإعلام جنوداً مجهولين يغدقون بالعطاء ولا يبحثون عن مقابل والكثير منهم يبقون في مواقع عملهم أيام العطل والأعياد متخذين من أبطال الجيش العربي السوري ورباطهم على جبهات القتال قدوة ومثلاً.
وتتنوع الأخبار خلال أيام العطل رغم قلتها قياساً بالأيام الأخرى حسب لينا الصقر مسؤولة قسم الترجمة والرصد في الهيئة موضحة أنها تشمل أخبار الاحتفالات والأحداث السياسية والاقتصادية والميدانية سواء محلياً أو دولياً.
صحيح أن العاملين في الإعلام يقضون الأعياد بعيداً عن أسرهم وبيوتهم لكن قيامهم بواجبهم وعملهم هو مصدر سعادة لهم كما يقول راتب الشعار مقدم البرامج في قناة نور الشام معرباً عن فرحه بأجواء وطقوس الأعياد التي يعيشها السوريون هذه الأيام بعد تطهير معظم الأراضي السورية من رجس الإرهاب.
من وراء كاميرته في المركز الإخباري وجه المصور عصام أبو عاصي معايدته للشعب السوري وأبطال جيشنا الباسل بحلول العام الجديد وقال: “عملنا لا يعرف أيام عيد أو عطلة.. أعمل في هذا المجال منذ سنوات وأناوب معظم العطل.. هذه طبيعة عملنا الذي فيه الكثير من التفاصيل التي لا يعلمها من هم خارج قطاع الإعلام”.
وفي إذاعة دمشق التي لا يتوقف أثيرها عن المستمعين أبداً يشير رئيس منظومة الأخبار عيسى عيسى إلى أن وجود الإعلاميين على مدار الساعة عصب العمل في أقسام الأخبار لتغطية التطورات المحلية والدولية وهم يبذلون كل جهودهم لإيصال الخبر للناس بأسرع ما يمكن.
أما في إذاعة “سوريانا اف ام” فتصف المذيعة لبنى إسماعيل الإعلام بالمهنة “الشاقة والمتعبة” التي لا تعرف التوقف ولا تقبل التأجيل مبينة أنها تناوب حالياً مع بقية زميلاتها خلال أيام العيد حفاظاً على استمرارية العمل.
ولا يمكن أن تقوم المؤسسة الصحفية بدون جهاز إعلامي كبير ومتعاون في كل الأوقات وفق باسل نيوف أمين تحرير في الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” الذي شدد على ضرورة استمرار الكوادر الإعلامية في عملها خلال أيام العطل لتغطية الأحداث المحلية والدولية لحظة بلحظة وقال: “الإعلامي بالذات لا بد أن يكون موجوداً في أي لحظة” وخصوصاً في وكالات الأنباء التي تعتبر المزود الأساسي لبقية الوسائل الإعلامية بالأخبار والتقارير والصور.
رئيس النشرة الرياضية في وكالة “سانا” محمد الخاطر شبه الإعلامي بالطبيب وعامل الطوارئ في أي قطاع فجميعهم يستمرون بالعمل على مدار الساعة بهدف تقديم الخدمة الأفضل للمواطنين موضحاً أن الإعلام منظومة لا تتوقف أبداً فالمحررون والمصورون والفنيون والقائمون على المونتاج يتابعون عملهم بالتوازي لإيصال المعلومة بكل الأوقات وبأسرع وقت ممكن بينما بين المصور عمار سفرجلاني من وكالة “سانا” أن وجودهم في أيام الأعياد بالوكالة مستمر كالأيام الاعتيادية من حيث توزيع التغطيات والمناوبات والجاهزية وآلية العمل.
لا شك أن جميع مؤسسات وكوادر الدولة تواجدت على مدار الساعات وبكامل الجهوزية والاستنفار خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية لتقديم الخدمة المطلوبة في وقتها دون تأخير وفي العطل والأعياد تتأهب المؤسسات الخدمية للاستمرار في تقديم خدماتها كما الأيام العادية كجزء من واجبها المهني والوطني.