'وكلاء إيران'.. كذبة كبرى لم تنطل إلا على السذج


'وكلاء إيران'.. كذبة كبرى لم تنطل إلا على السذج
 

يبدو ان الرئيس الامريكي الثرثار دونالد ترامب ووزير خارجيته الفاشل مايك بومبيو يؤمنان ايمانا عميقا بنظرية وزير الاعلام النازي جوزيف غوبلز والقائمة على فكرة "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" من اجل تطبيق "استراتيجيتهما" ازاء ايران، حيث لا ينفك الرجلان يكرران بمناسبة او بدونها عبارات "وكلاء ايران" او "حرب ايران بالوكالة" و..، وهي اكذوبة كبرى لم تنطل رغم تكرارها الا على السذج فقط.


امريكا تدفع في الشرق الاوسط وفي العالم ثمن سياستها القائمة على نهب ثروات الشعوب والتدخل في شؤونها الداخلية ودعم الانظمة الاستبدادية والقبلية، ووقوفها الكامل الى جانب اكثر الانظمة اجراما في التاريخ وعلى راسها الكيان الاسرئيلي، وشنها للحروب على شعوب العالم وغزوها البلدان وقتلها الملايين من البشر، لذلك لا تحتاج الشعوب المنكوبة بامريكا الى من يذكرها بوحشية واجرام امريكا من اجل مقاومتها والوقوف في وجهها، وهي المكتوية بنيران عنجهيتها وغطرستها.

ايران لا تنكر، بل تعلن على رؤوس الاشهاد انها تقف في وجه الهيمنة والغطرسة والعدوان الامريكي، وتقف الى جانب الشعوب التواقة للحرية والتحرر من الهيمنة الامريكية والاجرام الاسرائيلي، لذلك مدت ومازالت يد العون الى شعوب المنطقة مثل الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري واليمني، سياسيا ومعنويا، ودفعت ومازالت تدفع اثمانا باهظة من اجل موقفها المبدئي هذا.

اليوم وعندما اقترفت امريكا جريمتها النكراء بقتل 27 من خيرة شباب العراق من المرابطين على الحدود مع سوريا لصد عصابات "داعش" ومنعها من التسلل الى العراق، بررت جريمتها بـ"الرد على ايران"، وعندما ركل الشعب العراقي هيبة امريكا بعد ان اذل سفارتها التي تعتبر قاعدة عسكرية ضخمة في قلب العاصمة بغداد، خرج ترامب ورفيقه البائس بومبيو ليعلنا ان "امريكا تتعرض لهجوم ايراني".

اتهام كل من يعارض امريكا وجرائمها في منطقة الشرق الاوسط والعالم بانه ايراني او وكيل لايران هو اهانة لشعوب العالم، ومحاولة من امريكا للتغطية على كراهية شعوب العالم لها، وإلا فان العالم اجمع يعلم علم اليقين ان الهدف الاول والاخير من غزو العراق كان بهدف تحويل العراق الى قاعدة انطلاق للضغط على من تعتبرهم امريكا اعداء لها وفي مقدمتهم ايران وسوريا واليمن و..، لذلك بنت اكبر سفارة بالعالم في العراق يعمل فيها الالاف من جواسيس وعصابات امنية وجنود، كما اسست قواعد عسكرية ومراكز امنية لتكون منطلقا للاعتداء على شعوب المنطقة ونشر الفوضى والاضطرابات فيها، وهذه الحقيقة يعرفها العراقيون كما يعرفها شعوب العالم الاخرى التي اكتوت بنار الهيمنة والغطرسة الامريكية، لذلك توجهوا الى السفارة الامريكية، لا على اعتبارها بعثة دبلوماسية، فمن السخف اعتبار مكان مساحته عشرات الهكتارات ويضم مجمعات ضخمة وتحيط به اسوار وابراج عالية، وتهبط وتقلع منه الطائرات الحربية العمودية ويحرسها آلاف الجنود، بعثة دبلوماسية، بل مركز لادارة الحروب بالوكالة التي تشنها امريكا على شعوب المنطقة التي ترفض الغطرسة والهيمنة الامريكية.

اما ايران فليس لها وكلاء ولا تقوم بحرب بالوكالة في اي مكان في العالم، واذا كانت هناك شعوب تناهض امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية وكل قوى الهيمنة والغطرسة في المنطقة، فانها رأت في سياسات هذه الدول العدوانية سببا وجيها لمناهضتها فهل يجب على اللبنانيين الاستسلام للعدو الاسرائيلي وعلى الشعب العراقي الرضوخ للمحتل الامريكي وعلى اليمنيين الانبطاح للمعتدي السعودي لكي لا يتهموا بأنهم وكلاء ايران!، الن هذه الشعوب كانت ستقاوم الغزاة والمحتلين والمعتدين كانت ايران او لم تكن، فهم ليسوا وكلاء بل سادة وقرارهم رهن ارادتهم.

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.