أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن سوريا حققت انتصارات مهمة على الإرهاب رغم الثمن الذي دفعه الشعب السوري جراء مواصلة دول بعضها دائمة العضوية في مجلس الأمن دعم الإرهاب مشيرا إلى أنه ستكون لهذه الانتصارات انعكاسات مهمة في تراجع تهديد الإرهاب على المستوى العالمي.
وأوضح الجعفري خلال جلسة نقاش لمجلس الأمن اليوم تحت عنوان “التمسك بميثاق الأمم المتحدة في سبيل صون السلم والأمن الدوليين” أن المجلس لا يزال رهينة لبعض الدول وبعضها دائمة العضوية فيه والتي حاولت إسقاط الحكومة الشرعية في سوريا عبر الإرهاب وسخرت آليات الأمم المتحدة لتحقيق هدفها بكل السبل بما في ذلك تزوير الحقائق على غرار ما قامت به في العراق وليبيا وفنزويلا وغيرها وهي تحاول عرقلة عمليات الجيش السوري وحلفائه ضد تنظيم جبهة النصرة المصنف على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية والذي يحتل محافظة إدلب ويعمل على جعلها مركزا للإرهاب والتطرف متسائلا.. لماذا يتقاعس المجلس عن تنفيذ قراراته ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ويمتنع عن محاسبة دول تستمر بدعم وتمويل تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي في سوريا وكيف يصمت عن جريمة اغتيال الولايات المتحدة قادة عراقيين وإيرانيين كانوا يحاربون تنظيمي (داعش) وجبهة النصرة الإرهابيين.
واستغرب الجعفري صمت مجلس الأمن عن ممارسات العدوان والاحتلال العسكري التي ترتكبها القوات الأمريكية والتركية والفرنسية والبريطانية في سوريا وصمته أيضا عن احتلال التركي أجزاء في شمال سوريا وتهجيره مئات الالاف من سكانه وعدوانه على ليبيا ونقله إرهابيين من إدلب إليها إضافة إلى تجاهل المجلس رفض عدد من الدول وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي استعادة إرهابييها الأجانب وعائلاتهم الذين عاثوا قتلا وتدميرا في سوريا.
وتساءل الجعفري.. لماذا يصمت مجلس الأمن تجاه استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان السوري ويتغاضى عن ممارسات دول دائمة العضوية فيه تحاول شرعنة الاستيطان الإسرائيلي.
وأشار الجعفري إلى أن العالم يعيش اليوم حالة استقطاب نتيجة تبني بعض الدول سياسات وممارسات باتت تهدد السلم والأمن الدوليين وتقوض أحكام الميثاق واعتقادها أن نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي يمنحها حق تقرير مصائر دول أعضاء لافتا إلى أن مصداقية ومركز الأمم المتحدة وصلا إلى حالة من التشكيك قد تهدد هذه المنظمة بمصير مماثل لعصبة الأمم التي انهارت حين لجأت تحت ضغط قوى دولية كبرى إلى شرعنة الاحتلال والعدوان وكان يفترض بها آنذاك الدفاع عن أمن العالم واستقراره والسلام فيه.
ودعا الجعفري إلى ضرورة خروج جلسات النقاش التي يعقدها مجلس الأمن بتوصيات قائمة على الشفافية في ممارسة نقد ذاتي وتشخيص الأخطاء بغرض التعامل بجدية مع مخاطر بعينها وفي مقدمتها تصاعد تهديد الإرهاب العالمي واستشراء ظاهرة الممارسات والإجراءات خارج إطار الشرعية الدولية وارتفاع مستويات تصنيع السلاح وانتشاره والجنوح نحو نقض المعاهدات الدولية الخاصة بالحد من انتشار الأسلحة وفرض حصار اقتصادي على عدد من دول العالم إلى جانب إساءة استخدام مواد الميثاق وفي مقدمتها المادة 51 بغرض تبرير العدوان على عدد من الدول ومنها سوريا مؤكدا في الوقت ذاته أن احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها يستلزم من جميع الدول الأعضاء العمل على تعزيز الميثاق من أجل ضمان السلم والأمن الدوليين وأن يكون الميثاق للجميع وفوق الجميع دون اعتبار أو حصانة لقوى النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري.
وأعرب الجعفري عن الأسف لرفض الولايات المتحدة منح سمة الدخول لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للمشاركة في جلسة مجلس الأمن اليوم مبينا أن البلد المضيف منع بذلك المجلس من الاستماع لوجهة نظر طرف اساسي ومعني بالحفاظ على الامن والسلم في منطقتنا مؤكدا أن تصرف سلطات البلد المضيف يمثل إخلالاً بالتزاماته بموجب اتفاقية المقر واحكام الميثاق التي أكدت على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين الدول الأعضاء.