الخبر:
مع تطهير غرب حلب من الإرهابيين والمحتلين، باتت ساعة الصفر لتحرير إدلب قاب قوسين أو أدنى.. هذا ما يمكن استنتاجه من خطاب الرئيس السوري بشار الأسد مساء الإثنين.
التحليل:
- ما يستشف من القرائن فإن عام 2020 يعد لدى استراتيجية الحكومة السورية عام تحرير إدلب، ولربما سوف توضع وبالتحديد قضية شمال الشرق السوري وتحريره على رأس سلم الأولويات السورية. هذا فيما تؤكد بعض المصادر أن أميركا تسعى كذلك لتفويض دورها في شمال شرق سوريا إلى الاتحاد الأوروبي.. حيث أعلنت الدنمارك يوم أمس أنها بصدد إيفاد قوات إلى تلك المناطق.
- فيما أمهل اردوغان الحكومة السورية حتى نهاية الشهر الجاري لإعادة قواتها إلى مناطق ماقبل الاشتباكات الأخيرة، كما وأن الناطق باسمه أعلن الليلة عن إرسال قوات ومعدات جديدة إلى المنطقة إلى جانب مواصلة أنقرة لمفاوضاتها مع روسيا، لكن يبدو أن اردوغان علق الآمال على روسيا المستاءة أصلا من النكث التركي في سوريا وعدم التزامها بتعهدات سوتشي وآستانه، هذا من جانب، ومن جانب آخر ضاق ذرع روسيا من الهجمات المتكررة التي يشنها الإرهابيون على قاعدة حميميم وعلى القوات الروسية.
- وفي غضون ذلك يبدو أن تركيا ورغم دفاعها المستميت عن الإرهابيين في إدلب، لكنها في نفس الوقت قد خابت آمالها بأن ترى الأمن موفوراً لها في ظل سلطة الإرهابيين المتشددين على إدلب.
- تشير بعض الأنباء إلى تسيير أو السعي لنقل هؤلاء الإرهابيين إلى بلدان كليبيا وأفغانستان أو بعض البلدان الأفريقية، هذا فيما باءت الجهود لإعادة هذه المجموعات والتي تقدر بـ5 إلى 7 آلاف شخص، إلى بلدانهم بالفشل.
- يهدد اردوغان أوروبا بسيول المهاجرين من جانب وبإعادة الإرهابيين إلى بلدانهم من جانب آخر، هذا في حين أن أوروبا ترفض استقبال هؤلاء، فيما ترى سائر البلدان أن وجودهم يشكل خطرا على أمنها. حيث قالت روسيا إنها ترفض استقبال الإرهابيين الشيشان فيما رفضت الصين الإرهابيين الأويغور، وهي المواقف الرسمية التي أعلنت عنها موسكو وبكين.
- فيما باتت الاستراتيجية السورية مع تركيا واضحة حيث يصر الرئيس بشار الأسد لكي لا تتكرر قضية احتلال وضم "لواء اسكندورن" في إدلب، فإن أمر الإرهابيين المتمترسين في إدلب واضحا للعيان كذلك. فلا الحكومة السورية ولا أهالي إدلب يرغبون في العيش إلى جانب الإرهابيين. كما أنه من غير المتصور إمكان التفاوض مع الإرهابيين في 2020، إذ بات وفاض الإرهابيين خاليا في الظروف الراهنة والمستقبل المنظور، ما يمكّنهم من الجلوس للتفاوض مع الحكومة السورية.
- هذا وبات الإرهابيون في سوريا وخاصة إرهابيو إدلب كمن ركض في الظلام طيلة 8 سنين، ولم يجن سوى نعالات مقطعة!