رسالة الهجوم الترکي علی شرق إدلب


رسالة الهجوم الترکي علی شرق إدلب
 



الخبر:

هاجمت اليوم، القوات المسماة بـ "الجيش الوطني السوري" ورتل من قوات الجيش الترکي منطقة النيرب الا انها فشلت في تحقيق أهدافها ولم تحقق نجاحا.

التحليل:

يمکن القول إن هجمات الأتراك والفصائل المسلحة العميلة لهم علی المناطق السورية المحررة خلال الشهر الأخير ستستمر بالتأکيد. وکان الرئيس الترکي أردوغان قد أعلن قبل أيام أنه إذا لم ينسحب الجيش السوري من المناطق المحررة في حلب وإدلب فهذه المناطق ستتعرض للهجوم لامحالة. وقد شکل الهجوم علی النيرب نقطة انطلاق لهذه التهديدات.

لکن هناك شکوك بمدی صرامة تهديدات أردوغان واستمرارها. وبينما الأتراك لايملکون حجة قانونية بشأن استمرار احتلالهم لسوريا وفيما أنهم في ظل الظروف الجديدة في موقع اتهام نظرا لتجاهلهم اتفاقية سوتشي وأستانة فهم من خلال اللجوء إلی التهديد يسعون لإعادة الأوضاع إلی ما کانت عليه.

وفي مثل هذه الظروف فإن إعلان النظام السوري رسميا عن تماديه في إعادة ادلب إلی الحضن السوري جعل الأمور أشد صعوبة علی الأتراك أکثر من ذي قبل.

وفيما أمهل أردوغان الجيش السوري حتی نهاية الشهر الجاري كي ينسحب من المناطق المحررة لکن بداية العمليات في النيرب أثبتت أن أردوغان قد ندم علی إمهاله للسوريين وأنه اعتبر ان مرور الزمن لم يكن في صالحه ولهذا فقد بادر إلی تنفيذ العمليات قبل انقضاء المهلة.

وأردوغان بخوضه العمليات، اليوم، جدد دعمه للفصائل والجماعات المسلحة للحکومة السورية وأعرب عن دعمه لهم لکي يعيد إليهم معنوياتهم المنهارة.

والقضايا المتعلقة بالسياسية الداخلية في ترکيا وظهور منافسين جدد أمام أردوغان جعلته أشد عزما من أي وقت مضی کي يحقق حصيلة علی الصعيد الخارجي بغية إقناع الرأي العام الداخلي ولهذا فهو في زعمه لا يريد إغلاق الملف السوري تحت أية ظروف.

ومن المقرر أن يُعقد في أوائل الشهر الميلادي القادم اجتماع مشترك في طهران يضم کلا من روسيا وإيران وترکيا لدراسة الملف السوري، والأتراك عبر التسويف وتأجيل الرد بشأن حضورهم في هذا الاجتماع يسعون لأن يوسّعوا خلال الفترة المتبقية احتلالهم للأراضي السورية وأن يشارکوا في هذا الاجتماع وفي ايديهم اوراق كثيرة.

ترکيا ومن خلال تنفيذ العمليات في النيرب لا ترسل رسالة لروسيا وسوريا فحسب بشأن جدية عزمها علی مواصلة سياساتها في سوريا وإنما بذلت کل ما بوسعها لإشغال الناتو في قضية إدلب، الأمر الذي لا يبدو أن يجلب ربحا لها کما سبق.

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.