"تحرير حلب مرغ أُنوف الإرهابيين في التراب ويجب التحضير لما هو قادم من المعارك" ، بهذه الكلمات بارك الرئيس الاسد هذا التحرير للشعب السوري والحلبيين الذي صمدوا أمام الارهاب، لكن ما أبعاد السيطرة الكاملة للجيش السوري على حلب؟
اذا ذهبنا اقتصادياً، فلمن لا يعرف حلب فهي كانت ومازلت رغم الحرب والحصار عاصمة سوريا الاقتصادية والصناعية، وتجارها معروفون عبر التاريخ فهي تشكل نهاية طريق الحرير، وفي بعض الثقافات في غرب اسيا فإن حلبي تعني حديدي وهي تأتي من مدينة حلب التي نقل تجارها الحديد الى تلك المناطق، ومن هنا فإن تأمين كامل حلب يعني بدء رحلة تعافي سوريا الاقتصادي وبالتالي إعادة زخم عملية الاعمار رغم الحصار الغربي الظالم المفروض على سوريا.
وأما عسكريا فاستعادة كامل حلب والسيطرة على الطريق الدولي حلب – دمشق يعني سقوط إدلب القريب، ومن المستبعد ان تنجح الوفود التركية الى موسكو في الحصول على فرصة ثانية لتجميد عمليات الجيش السوري وحلفائه.
وأما سياسيا فهذا دون أدنى شك يعني إحراج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونهاية حلمه العثماني في حلب، ونهاية تهديداته وفقاعاته الإعلامية رغم حشده للدبابات والعربات العسكرية في إدلب، وإن كان الأميركي الخبيث يشهر سيف دعم عمليات اردوغان في إدلب فهو ليس حبا بأردوغان بل لاستغلاله في ملفات أخرى ومتابعة المشروع التهديمي لسوريا الذي هو رغبة اسرائيلية بامتياز، وهي تتبع معه ذات الطريقة التي اتبعتها مع صدام البائد عندما غزا الكويت.
أردوغان الذي يقول انه قلق بشأن النازحين يرعبه شيئا اهم وهو الارهابيون الذين قد يدخلوا تركيا مع هؤلاء النازحين، كل هذا في ظل حقيقة ان معارضيه في الداخل ازدادوا عدا عن انه يقمع الاكراد بجميع السبل المتاحة وسجن مايقارب ٣٠ الفا ممن قيل انهم شاركوا في محاولة الانقلاب، وسرح ما يقارب ١١٠ الاف موظف هم من النخبة المثقفة وضباط الجيش بحجة ارتباطهم بغريمه الحالي وشريكه السابق فتح الله غولن، وبالتالي هو الان في موقف صعب قد ينهي حلمه السياسي بالكامل لا حلمه في حلب.
نهاية المطاف ان معركة حلب حسمت الموقف وانهت اي شك في عودة كامل الاراضي السورية الى سيطرة الدولة وانهاء الارهاب في ربوع سوريا شاء من شاء وابى من ابى، وسواء اتفق الاتراك مع الروس ام لم يتفقوا فإدلب ستعود اليوم كان او غدا.