كتب ألكسندر سيتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول عزم أردوغان على الاستمرار في معركته في إدلب السورية، والخشية من أن تستخدم أنقرة السلاح الروسي ضد روسيا.
وجاء في المقال: بعد مفاوضات مع بوتين، تحدث أردوغان بصراحة تقريبا عن أزمات قادمة بين موسكو وأنقرة في سوريا.
فبعدما فقدت ثلث ترسانتها من الطائرات المسيرة وعشرات العسكريين، اضطرت أنقرة إلى مراجعة سياستها مع موسكو، مدركة أن نتائج الاشتباك المباشر مع القوات الروسية أخطر بكثير ما بدا لها قبل عملية ما يسمى “درع الربيع”.
ومن المنطقي، أن أردوغان أعلن، بعد ساعات قليلة بعد مفاوضاته مع بوتين، أن المهمة الرئيسية لآن هي تعزيز الدفاع الجوي الوطني. فقال: ” إس-400 باتت ملكنا، وستكون جاهزة للاستخدام في أبريل. أمس، قلت (للأصدقاء الروس)، إننا إذا زودتنا الولايات المتحدة بأنظمة باتريوت للدفاع الجوي، فسوف نشتريها أيضا”.
وكما يفترض خبراء من الولايات المتحدة، فإن لـ”إس -400 القدرة على إحداث تغيير جذري في ميزان القوى لمصلحة تركيا إذا نشرت أنقرة هذا المنظومة بالقرب من حدودها الجنوبية”. في هذه الحالة، سيسيطر أردوغان على المجال الجوي لإدلب، لأن إس-400 قادرة على اعتراض ما يصل إلى 80 هدفًا فائق السرعة في وقت واحد.
لا يشك أي من الخبراء الأتراك الجادين، وحتى محللينا، في أن المعارك في إدلب سوف تستمر، وأن أردوغان يفعل كل شيء حتى لا يخطئ مرة أخرى، ويثبت للناخبين أنه كان على صواب حين اشترى إس-400. الرهانات السياسية مرتفعة للغاية بالنسبة له.
ويجدر التوقف عند قول أردوغان إن “إس-400 باتت ملكنا” فهذا السلاح، بالمعنى الكامل للكلمة بات سلاحا تركيا، ويمكنه أن يهاجم أي طائرة في السماء فوق شمال سوريا. السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيقوم نظام الدفاع الجوي “التركي-الروسي” بإطلاق النار على طائرات سوخوي وميغ؟ يبقى الأمل في أن تكون موسكو قد احتاطت تقنيا لمثل هذه الحالة.