تحاول تركيا جاهدة القول للعالم أنها يجب ان تبقى في إدلب لأنها تمس أمنها القومي ولمنع تدفق اللاجئين الى اوروبا من هناك، لكن ماذا عن اهالي تلك المنطقة واللاجئين فيها، هل ستعالجهم الجندرما التركية "الحنونة" اذا ما أصيبوا بفيروس كورونا الذي غزا العالم؟
تقول الأخبار الآتية من إدلب ان هناك حالة من الرعب يعيشها الأهالي واللاجئون هناك، خاصة وان المخيمات هناك خالية من أي نوع من التجهيزات أو المعقمات اللازمة في حال وصل فيروس كورونا إليها ومن المرجح ان تحدث كارثة إنسانية في حال انتشر الفيروس الذي حجر العالم بأسره.
هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) التي شكرت تركيا على وقوفها مع "الثوار" (تقصد إرهابييها) بعد توقيع اتفاق جديد بين الرئيسين الروسي والتركي حول إدلب أوائل الشهر الحالي، تمنع الأهالي المتواجدين في مناطق سيطرتها في إدلب من الخروج عبر الممر الامن الذي فتحته الدولة السورية بمساعدة حليفها الروسي، وببساطة كما تستخدم تركيا هؤلاء اللاجئين كفزاعة تخيف بها أوروبا، يستخدمهم الارهابيون كدروع بشرية أمام تقدم الجيش السوري.
مع انتشار الاخبار عن وفاة حالات في المخيمات مشكوك باصابتها بالفيروس يسعى الناشطون المرتبطون بالجماعات المسلحة وتركيا الى القول بأنه لاتوجد حالات اصابات في إدلب أو المخيمات، ويعمدون الى نشر شائعات عن وجود اصابات في المناطق التي هي تحت سيطرة الدولة السورية، ويقولون ان ضمان عدم وصول الفيروس هو إغلاق المنافذ مع مناطق الدولة، وبالتالي فإن هذه الجماعات وتركيا تحاول جاهدة إثارة هلع الاهالي لمنعهم من الخروج من إدلب عبر الممر الآمن، وهذا يدل على أمرين هامين: الاول ان الأهالي هناك هم حقيقة محتجزون من قبل الارهابيين، والثاني ان تركيا التي أرسلت الجندرما لتجلب اللاجئين الى الحدود بالاجبار لترعب أوروبا مازالت بحاجة الى استغلال هؤلاء في أمور أخرى ولاتريد لهم الرحيل الى مناطق سيطرة الدولة السورية.
هنا نعود الى السؤال الاول: في حال ثبتت، لا سمح الله، انباء وجود اصابات في إدلب أو المخيمات هنالك، فهل سترسل تركيا "الجندرما" لتعالج هؤلاء، تركيا التي تتكتم، وفق مراقبين، عن وجود اصابات بين المواطنين الاتراك انفسهم، هل ستهتم لهؤلاء الاهالي الذين يطلق أردوغان شعاراته أمامهم ويدعي بأنه يساعدهم ويحميهم، في حين انه يستخدمهم لتهديد اوروبا؟، على كل لايسعنا إلا ان ندعو الله ان يحفظ أبناء سوريا في كل مكان ويبعد البلاء عن البشرية جمعاء، فلا شرف في ان تشمت بأحد فقد عزيزاً عليه في وباء يهدد العالم مهما كان تفكيره أو دينه أو توجهه فهذا يخالف كوننا بشرا ويجعلنا في مستويات أدنى من الحيوانات حتى.