يقال ان الاتراك عندما تتناهى الى مسامعهم عبارة "طائرة بدون طيار، اول ما يتبادر الى اذهانهم إسم "سلجوق بيرقدار"، وهو صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زوج ابنته سمية.
العلاقة بين صهر اردوغان والطائرة بدون طيار لدى الاتراك، تعود الى شركة "بيرقدار" التقنية، التي يملكها صهر اردوغان سلجوق، والتي اثارت العديد من علامات الاستفهام لدى المعارضة التركية، حول طبيعة التمويل المالي للشركة و نجاعة الطائرة بعد ادائها السيىء في سوريا وليبيا.
سلجوق هذا تلقى تعليمه بمدارس روبرت الامريكية بإسطنبول وحصل على الماجيستير من معهد "ماساتشوتس" للتكنولوجيا بأمريكا وبدء الدكتوراه بمعهد جورجيا التقني بأمريكا عن مشروع طائرات بدون طيار ولكنه لم يكملها، وعاد الى تركيا ليعمل في شركة "بيرقدار" ، حيث قام باختراع، كما تنقل وسائل اعلام مقربة من اردوغان، طائرة بدون طيار اطلق عليها اسم "بيرقدار".
يبدو ان رواية الاعلام الموالي لاردوغان وحزبه تختلف جذريا عن سلجوق وشركته وطائرته ، مع الاعلام التركي المعارض، الذي بدأ ينتقد الخطوط الحمراء التي تفرضها السلطات التركية حوله سلجوق وشركته وطائرته، حيث تتعرض اي وسيلة اعلامية للضغوط وحتى الاغلاق بمجرد انتقادها للعلاقة بين شركة سلجوق والحكومة التركية.
على سبيل المثال لا الحصر نشرت صحيفة "بيرجون" التركية تقريرا تحت عنوان، "الحرب تصنع من الفقراء شهداء وتصنع من آخرين أثرياء"، تطرقت فيه إلى ضخ وزارة الدفاع التركية 36 مليون دولار لشركة صهر الرئيس أردوغان زوج ابنته سمية.
صحيفة "بيرجون" نقلت عن وزير الدفاع التركي السابق فكري إيشيك، إقراره ضمنيا بتحويل أردوغان 36 مليون و77 ألف دولار إلى شركة "بيرقدار" التقنية، التي يترأسها صهره سلجوق بيرقدار للحصول على 6 طائرات مسيرة.
تقرير "بيرجون" رغم موضوعيته وشفافيته أثار غضب وسائل إعلام موالية للحكومة، ومنها قناة24، التي طالبت السلطات التركية باغلاق الصحيفة وعدم اضاعة الوقت،كما نقلت صحيفة "زمان" التركية.
طائرات "بيرقدار" المسيره لصاحبها سلجوق تساقطت وبشكل ملفت خلال الايام القليلة الماضية فوق سماء ادلب من قبل الدفاعات الجوية لسورية حيث سقطت 6 منها الى الان، الامر الذي اثار الشكوك حول امكانيات هذه الطائرة، التي شكك فيها من قبل موقع "بتيسيدياستيما" الإخباري المقرب من المراجع العسكرية والأمنية في أثينا، الذي اعتبرها ضعيفة الأداء وكثيرة الأعطال، استنادا الى وثيقة موقعة من قبل الجنرال عوني آنغون رئيس أركان الجيش التركي حينها، بالاضافة الى عسكريين أتراك فروا إلى اليونان أثناء وبعد "الانقلاب الفاشل" في تركيا منتصف يوليو 2016.
الوثيقة كشفت عن أن المراسلات مع الجهات المختصة بالصيانة انتهت إلى أن بعض الأعطال لا يمكن إصلاحها قبل مرور فترة 45 يوما، وحتى بعد اصلاحها تتعطل من جديد.
وكشفت الوثيقة ايضا عن حجم التأثير الشخصي على مبيعات الأسلحة التركية من جهة، وتضاؤل تنافسية هذا النوع من الطائرات بسبب كثرة الأعطال من جهة ثانية، وتحدثت أوساط سياسية في تركيا عن شبهات ترّبح في الأسلحة التي تنتجها شركة سلجوق بيرقدار.
المعروف ان السلطات التركية اعتقلت الجنرال آنغون بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة وحكمت عليه بالسجن المؤبد قبل أن تبرئ ساحته لكن بعد سنتين قضاهما وراء القضبان.
فشل طائرة "بيرقدار" وصل صداه الى ليبيا،حيث اسقطت قوات حفتر خلال 24 ساعة طائرتين من طراو "بيرقدار"، وهو ما يؤكد وفقا لوسائل اعلام ليبية الفشل الذريع للنموذج التركي من الطائرات دون طيار والتي تحاول أنقرة تسويقها للعالم.
اخيرا، قبل ايام ظهر الرئيس التركي اردوغان وهو يوقع على هيكل احدى طائرات صهره قبل اقلاعها من قاعدة تركية نحو ادلب، الا انها من سوء حظ اردوغان اسقطتها الدفاعات الجوية السورية قبل ان تنفذ اي من مهامها، وقد التقط السوريون صورة لهيكل الطائرة التي تناثرت، وعليها توقيع اردوغان.