في كل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للتصدي لانتشار فيروس كورونا، هناك ناج وحيد بمصدر رزق ثابت نهاية الشهر وهو الموظف الحكومي الذي سيتقاضى راتبه وهو جالس في منزله.
ولكن ماذا بشأن من يعيش هو وأسرته على قوت كل “يوم بيومو”، كأصحاب المهن الحرة كالدهان والبلاط وعامل الصحية ومصلح البرادات والغسالات وغيرهم من المهن والحرف التي أغلقت أبوابها.
في اللاذقية كما غيرها من المحافظات، حال أولئك “داقر”، وإن كان الرزق على الله فإنه لا ننسى ” اسعى ياعبدي لأسعى معك”، وإذا جلس العبد في المنزل مجبراً ليس مخيراً فمن أين عساه يأكل ويطعم عائلته!؟.
ثائر ابراهيم “معلم دهان وديكور” يقول لمجلة عمار جهماني: “عملنا يعتمد على تنفيذ ورشات للمنازل تتضمن أعمال دهان وديكورات جبصين، ومنذ بدء تنفيذ الاجراءات الحكومية “خف شغلنا كتير”.
وأضاف ابراهيم: “أصبح شغلنا يقتصر على منزل هنا أو هناك في ريف جبلة، ومع صدور قرار حظر التجوال بين مركز المدينة والريف لن يعد بإمكاننا العمل أبدا”.
وتابع ابراهيم: “يعمل معي شخصين ونحن جميعاً لدينا أولاد، وإذا لم نعمل فإننا لن نستطيع شراء ربطة خبز للمنزل ولا حتى تدبير الحاجات الأساسية للعائلة”.
بدوره، قال أبو أحمد مصلح غسالات في جبلة لمجلة عمار جهماني: “أغلقنا المحل وجلسنا في المنزل منذ نحو عشرة أيام والمبلغ الذي كنا “صمدناه” لليوم الأسود أوشك على النفاد، فمن أين نأكل؟”.
وأضاف أبو أحمد: “حتى أننا لا نستطيع تلبية اتصالات زبائن للكشف عن أعطال الغسالات في منازلهم لأن أي عطل يحتاج إلى فك الغسالة داخل المحل المغلق حتى إشعار آخر”.
رفعت عبدالله “معلم صحية” في مدينة اللاذقية، قال لمجلة عمار جهماني: “منذ أن أغلقت المحل وأنا حالي (داقر) ع الآخر، نحن نعيش برزق كل يوم بيومو ، واليوم الذي لا نعمل فيه لا نأكل”.
وأضاف عبدالله: “لدينا أولاد، ومتطلبات الأسرة بشكل عام زادت كما زادت النفقات خاصة فيما يتعلق بشراء الطعام في ظل الارتفاع الجنوني بالأسعار”.
بدوره، قال أيهم الذي يعمل في تركيب السيراميك لمجلة عمار جهماني: “يا ريت لو تطلع الشائعة التي يتم تداولها عبر صفحات (فيسبوك) أن الدولة ستعوض من توقف عمله بمبلغ مالي صحيحة، لأنو حالنا صار بالويل وعم ندّين حق ربطة الخبز والخضار”.
جميع الذين التقيناهم ضموا صوتهم لصوت الذين لم نلتقيهم لكن واقعهم يشكو بلسان الحال الموجوع ذاته، وطالبوا الجهات المعنية بإيجاد حلول إسعافية لحالهم المتعثر وعجزهم أمام متطلبات الحياة التي باتت أثقل من قدرتهم على التحمل أكثر.