توفيت المناضلة الأردنية تيريز هلسة، في العاصمة الأردنية عمّان عن عمر يناهز 66 عاماً، بعد معاناتها مع مرض سرطان الرئة.
عرفت المناضلة هلسة، في نشاطها الفدائي، لا سيما في عام 1972 خلال عملية اللد التي اختطفت فيها الطائرة “سابينا” التابعة لبلجيكا، وإصابتها في تلك العملية، رئيس وزراء العدو الحالي، بنيامين نتنياهو، برصاصة في يده، حين كان أحد المكلفين بالعملية العسكرية المكلفة بتحرير الطائرة.
ولدت تيريز هلسة البلدة القديمة التابعة لمدينة عكا، شمال فلسطين، لأب أردني من الكرك، وأم فلسطينة، من قرية “الرامة” في عكا، ودخلت مجال التمريض في مدينة الناصرة، بعد إنهائها دراستها الثانوية.
بدأت هلسة مشوارها النضالي في الكفاح المسلح، بعد واقعة شهدتها في “عكا”، حين منعت قوات الاحتلال عائلة فلسطينية، من رؤية جثمان ابنها الشهيد، لإخفاء آثار التعذيب التي تعرض لها، إضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية التي شاعت في سبعينيات القرن الماضي.
وعلى إثر ذلك انضمت هلسة إلى “منظمة التحرير الفلسطينية”، أوائل 1970، وفي تشرين الثاني عام 1971، غادرت الأراضي المحتلة هرباً إلى الضفة الغربية ثم لبنان، وانضمت حينها “لحركة فتح”.
وكانت هلسة واحدةً من أربعة فدائيين شاركوا في شهر أيار من عام 1972 فيما عرف بعملية “مطار اللد”، حيث اختطفت الطائرة البلجيكية “سابينا”، إلى مطار اللد في الأراضي المحتلة.
وأسفرت العملية عن استشهاد المناضلين علي طه، وعبد الرؤوف الأطرش، فيما اعتقلت تيريز هلسة، وريما عيسى، وكانتا من بين المطالب بالإفراج عنهما بعملية “ميونخ”.
وأصيبت هلسة برصاصات عدة، حيث ألقي القبض عليها، وحُكم عليها بالسجن 220 سنة، لكن أُفرج عنها بعد 12 سنة بعملية تبادل أسرى مع العدو.
رحلت تيريز هلسة، بعد مسيرة محورها النضال، والتأكيد على أن للمرأة دور فعال في المقاومة، بكافة أشكالها، حتى المسلحة، لتوقع اسمها مع مناضلات أخريات رفضن الاحتلال وحملن السلاح في وجهه كليلى خالد، دلال مغربي، ريما عيسى، سناء محيدلي، وكثيرات غيرهن.