عززت قوات الاحتلال الامريكي مواقعها في سوريا بـ 200 عنصر جدد، ليبلغ عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين حالياً ما يزيد عن 1500 مقاتل، وذلك ضمن خطة إعادة الانتشار التي بدأتها مع إطلاق الحكومة التركية لعملية “نبع السلام”، في الشمال السوري بهدف محاربة “قوات سوريا الديمقراطية”، وإخراجها من المناطق القريبة من الحدود، ولتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية في الأراضي السورية أبرزها السيطرة على الموارد النفطية،
تنتشر القوات الأمريكية حالياً في 14 قاعدة موزعة على المناطق النفطية في محافظتي الحسكة ودير الزور، كما إنها تعمل على إنشاء قاعدتين إضافيتين في ريف الحسكة الشرقي والشمالي، الأولى في بلدة “تل براك”، والثانية إلى الشمال من بلدة “القحطانية”، وإلى الآن لم يتم تنفيذ أعمال التأسيس لهما على الرغم من تأكيد المعلومات إن القوات الأمريكية اشترت عبر وسطاء أراض زراعية لبناء هذه القاعدتين، وتقف “وكالة أنباء آسيا”، على واقع وطبيعة القواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا، لفهم الاستراتيجية التي تعمل من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية في الملف السوري.
قاعدة رميلان
تعد أولى النقاط التي انتشرت فيها القوات الأمريكية في الداخل السوري، وهي مطار زراعي يقع بالقرب من قرية “أبو حجر”، جنوب شرق مدينة “رميلان”، النفطية، الواقعة بدورها في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، وقامت القوات الأمريكية بتوسيع المطار ليكون مناسباً لهبوط المروحيات بكامل أنواعها، إضافة لإقلاع الطيران المسير من مختلف الأنواع، مع إمكانية هبوط طائرات الشحن المتوسطة داخل المطار.
يمكن وصفها بالقاعدة الأساسية بالنسبة للقوات الأمريكية في سوريا عموماً خلال الوقت الحالي، وأصبح دورها أكثر محورية بعد أن أخلت القوات الأمريكية كامل قواعدها في محافظتي الرقة وحلب، إذ كانت تعد قاعدة صرين (مطار السبت)، كبرى القواعد الأمريكية في سوريا سابقا، وزادت القوات الأمريكية تعداد مقاتليها داخل مطار رميلان خلال شهر شباط من العام الحالي، ليصبح حوالي 500 عنصر، بينهم عدد من المظليين.
قاعدة المالكية (مطار روبار).
تعرف عند القوات الأمريكية باسم “رميلان 2″، وهي أيضاً مطار زراعي يقع بالقرب من قرية “روبار”، جنوب مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي الشرقي، وحولتها القوات الأمريكية إلى قاعدة لها بعد توسيع مدارج المطار الذي يستخدم لإقلاع الطيران المسير، كما يتواجد فيها بعض المروحيات القتالية، يبلغ تعداد المقاتلين الأمريكيين داخل هذه القاعدة حوالي 150 عنصراً، وفيها معتقل خاص بالقوات الأمريكية يتم احتجاز بعض عناصر وقيادات تنظيم “داعش”، بداخله.
قاعدة تل بيدر
تبعد هذه القاعدة 30 كم إلى الغرب من مدينة الحسكة، وهي مجهزة لهبوط الطيران المروحي القتالي، وتعتبر واحدة من القواعد الأكثر حيوية بالنسبة للقوات الأمريكية خلال المرحلة الحالية لتمكن القوات العاملة فيها من قطع الطريق “إم 4″، أمام القوات الروسية من خلال الانتشار على مداخل مدينة “تل تمر”، من الجهة الشمالية، وتتكامل هذه القاعدة مع كل قاعدتي “لايف ستون” و “قسرك”، لتنفيذ المهام في مناطق ريف الحسكة.
قاعدة “لايف ستون”
أقيمت ضمن منتجع “لايف ستون”، الواقع على الضفة الشمالية الشرقية لبحيرة سد الباسل الجنوبي، وهو مهبط للمروحيات القتالية ويحوي 8 مروحيات مع كادر كامل، ويبلغ تعداد القوات العاملة بداخلة نحو 50 عنصرا فقط، فهي نقط إسناد قتالي للمروحيات.
قاعدة “قسرك”.
تقع على بعد 45 إلى الشرق من بلدة “تل تمر”، على الطريق M4، وأقيمت القاعدة ضمن مبنى قديمة لتقوية البث الإذاعي المحلي، وهي قاعدة إسناد قتالي، وبرزت أهميتها خلال المرحلة الماضية من خلال الكباش الأمريكي – الروسي على الطريق الدولية M4.
قاعدة هيمو
من القواعد الحيوية بالنسبة للقوات الأمريكية، إذ تبعد مسافة 4 كم إلى الغرب من مطار القامشلي، وهي من القواعد التي زادت القوات الأمريكية مؤخراً من تعدادها بداخلها، وبات عدد العناصر الأمريكيين فيها حوالي 350 عنصرا.
تحوي قرية “هيمو”، على معسكر للتدريب تابع لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، بإشراف من القوات الأمريكية، وهو معسكر خاص لتدريب “القوات الخاصة”، التابعة لـ “قسد”، والتي تعرف باسم “HAT”، وغالبية عناصر هذا الفصيل من الأكراد غير السوريين “أتراك – عراقيين – إيرانيين”.
المدينة الرياضية
تتواجد القوات الأمريكية في المدينة الرياضية الواقعة بالطرف الجنوبي من حي غويران بمدين الحسكة، وقد أنشأت خلال المراحل الماضية أنفاقاً تمكن الآليات العسكرية الأمريكية من الانتقال من المدينة الرياضية إلى “سجن الحسكة المركزي”، الذي تسيطر عليها “قسد”، بإشراف من القوات الأمريكية ويعتقل فيه حوالي 5000 شخص، من بينهم شخصيات بارزة في صفوف تنظيم “داعش”، وشهد شهر آذار من العام 2020، انتشار القوات الأمريكية في أحد المباني القريبة من المدينة الرياضية وتحصينه، ليتمركز فيه 150 عنصراً نقلوا مؤخراً إلى الأراضي السورية، ومهمة هذه النقطة قطع الطرق الواصلة إلى الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة أمام أي تحرك للشرطة العسكرية الروسية.
قاعدة “صوامع صباح الخير”.
تقع على بعد 10 كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة، وعلى خط “سكة الحديد”، الرابطة بين “الحسكة – دير الزور”، وتعلم القوات الأمريكية المنتشرة فيها بمهمة إشراف على أحد أبرز معسكرات التدريب التابعة لـ “قسد”، كما يوجد فيها معتقل تشرف عليه القوات الأمريكية، ولا يزيد عدد العناصر الامريكيين المتواجدين فيها عن 50 عنصراً فقط.
قاعدة الشدادي
أقيمت هذه القاعدة ضمن معمل الغاز الواقع على بعد 1 كم الى الجنوب الشرقي من مدينة الشدادي النفطية، وهي قاعدة مجهزة لهبوط الطيران المروحي، وإقلاع الطيران المسير بكامل أنواعه، ويبلغ تعداد القوات الأمريكية فيها حوالي 350 عنصراً، ويجاورها “سجن الكتيبة”، الذي أقيم في مقر سابق لإحدى كتائب قوات حرس الحدود السورية، وكانت تعرف باسم “الكتيبة المهجورة”، قبل بداية الأزمة السورية، وعملت القوات الأمريكية بعد السيطرة على بلدة “باغوز فوقاني”، في آذار من العام الماضي على توسيع هذا المعتقل وتحصينه ليكون مكاناً أساسياً لاعتقال عناصر تنظيم داعش خاصة من الجنسيات الأجنبية.
قاعدة حقل العمر
تتخذ القوات الأمريكية من المدينة العمالية التابعة لـ “حقل العمر”، النفطي الواقع بريف دير الزور مقراً لها، وهي كبرى القواعد الأمريكية التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في مناطق “شرق الفرات”، وقد تم تزويدها بمهبط للطيران المسير، كما إنها تحتوي على مهبط للطيران المروحي، وبحسب المعلومات فإنها تحتوي على 12 مروحية قتالية، وبداخلها معتقل تابع للقوات الأمريكية، ومن غير المعروف حجم التعداد البشري الموجود بداخلها.
قاعدة حقل التنك
قاعدة عسكرية تنتشر فيها القوات الأمريكية ضمن مباني المدينة العمالية التابعة للحقل، وهي مزودة بمهبط للمروحيات، ويوجد فيه 4 مروحيات قتالية وحوالي 50 عنصرا أمريكيا.
حقل كونيكو
لا يزيد عدد العناصر الأمريكيين في حقل الغاز الواقع إلى الشمال من مدينة دير الزور عن 50 عنصراً في الحد الأقصى.
قاعدة الرويشد
بعيداً عن وسائل الإعلام أقامت القوات الأمريكية قاعدة إمداد برّية في منطقة مثلث البادية التي تربط بين محافظات “دير الزور – الحسكة – الرقة”، وهي داخل المشفى الوطني في قرية “الرويشد”، التي تبعد عن حقل العمر النفطي حوالي 45 إلى الشمال الشرقي، كما تبعد عن حقول الجبسة في مدينة الشدادي نفس المسافة إلى الجنوب الغربي، وبذلك تكون هذه القاعدة رأس مثلث كان الهدف منها على ما يبدو تأمين الإمداد البرّي لكل القاعدتين في حال الحاجة، وقد زودت بعربات مصفحة من طراز “برادلي”، كانت قد دخلت الأراضي السورية لأول مرة قبل حوالي أشهر من الآن.
باغوز فوقاني
تنتشر القوات الأمريكية في عدد من النقاط في بلدة “باغوز فوقاني”، الواقعة بأقصى الجنوب الشرقي لمحافظة دير الزور، وهي تتواجد ضمن مباني سكنية تمت مصادرتها في الطرف الشمالي من المدينة، ولا يزيد العناصر المنتشرين في المنطقة عن 25 عنصراً، مع فرض طوق أمني من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، حول النقاط التي تنتشر فيها القوات الأمريكية.
بماذا يفكر الأمريكيون..؟
من الواصح من طبيعة انتشار القواعد الأمريكية وتطويقها للمناطق النفطية الأساسية في سوريا، أن التفكير الامريكي ينصب على استمرار سرقة وتهريب النفط السوري عبر إقليم شمال العراق إلى الأسواق الأوروبية، من خلال العقود النفطية التي وقعتها حكومة “كردستان العراق”، في العام 2014 مع الحكومة التركية، بهدف تصدير نفط الشمال العراقي عبر ميناء جيهان التركي الواقع على البحر الأبيض المتوسط، وهي عقود خلقت أزمة دستورية في العراق آنذاك إلا أن هذه الأزمة غابت عن الطروحات السياسية والإعلامية دون حلها، وذلك بفعل الضغوط الأمريكية التي تمت ممارستها على بغداد.
كما إن الوجود الامريكية في مناطق تحيط بمعبر اليعربية الواقع بأقصى الريف الشرقي لمحافظة الحسكة، يبقي الطريق الدولية الرابطة بين “الموصل – حلب – اللاذقية”، والتي تعرف باسم الطريق M4، مقطوعة، وهو طريق تبحث الحكومة السورية عن فتحه ليكون متنفسا للاقتصاد السوري بكون السوق العراقية تشكل أكبر الأسواق القريبة للصناعات السورية، كما إن الحكومة الروسية تريد فتح هذا الطريق ليكون واحداً من الطرق التي تستخدمها لنقل الإمدادات العسكرية لقواتها في سوريا عبر “إيران – العراق”، فالأراضي السورية، وتعد السيطرة السورية على هذا المعبر نهاية لعملية تهريب النفط بشكل غير شرعي من قبل “قوات سورية الديمقراطية”، إلى الاراضي العراقية، وبالتالي سيبقى الأمريكيون في المناطق المحيطة بالمعبر والتي تقطع طرق الوصول إليه لأطول فترة ممكنة من عمر الأزمة السورية.
يضاف إلى ذلك بقاء القوات الأمريكية في منطقة “التنف”، لقطع الطريق الواصلة بين العاصمتين السورية والعراقية، الأمر الذي يصب في خانة المصالح الأمنية الإسرائيلية حيث ترى تل أبيب أن أي وصل برّي بين العراق وسوريا، يعني وصلاً برياّ بين إيران ولبنان، وبالتالي سهولة في وصول الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان، وعلى ذلك سيبقى الأمريكيون لأطول فترة ممكنة في “التنف”، للحفاظ على قطع هذا الطريق.