لم تمنع العقوبات الغربية والحصار الإقتصادي شركات الأدوية السورية من الإسراع في تبني تصنيع دواء (هيدروكسيل الكلوركين)، المعتمد حاليا ضمن بروتوكولات الاستشفاء الخاصة بفيروس "كورونا".
وبدأت شركة (ميغا فارما)، وهي واحدة من 96 مصنعا للأدوية تعمل في السوق السورية، بإنتاج كميات كبيرة من أدوية (هيروكسين كلوركين).
وقالت مصادر الشركة أن الحصار والعقوبات االغربية على سوريا حالت دون حصول الشركات السورية على المواد الفعالة في تصنيع دواء (هيدروكسيل الكلوركين)، إلا أن الشركة استطاعت استجرارها في 2019 من جمهورية الصين الشعبية لاستخدامها في إنتاج أدوية علاجية لعدة أمراض، قبل أن تتحول اليوم إلى علاج معتمد عالمياً للتخفيف من أعراض "كورونا".
وحول عمليات التصنيع، قال الدكتور علي كحيلة من الفريق العلمي في (ميغا فارما) لوكالة "سبوتنيك": "حصلنا على المواد الأولية في العام الماضي نتيجة حاجة السوق السورية لهذه المادة التي تدخل في علاج مجموعة من الأمراض، وهو لم يكن حينها متوافرا إلا في السوق السوداء، إلا أنه ونتيجة انتشار وباء (كورونا) واعتماد هذا الدواء ضمن البروتوكول المثبت في التعاطي مع الوباء، تم العمل على إنتاجه بكميات كبيرة محليا لتغطية حاجة السوق المحلية.
وأكد الدكتور كحيلة أن كميات المادة الأساسية للدواء متوافرة في الشركة بشكل كبير وتتيح إنتاج كميات فائضة عن الاحتياج المتوقع للسوق المحلية من المادة الدوائية، مشيرا إلى أن للمستحضر استعمالات كثيرة أخرى وخاصة لمداواة بعض الأمراض المزمنة مثل "الروماتيزم المعند، المناعة الذاتية، الذئبة الحمامية).
وبين الدكتور كحيلة أن مكونات الدواء معروفة علمياً باسم (هيدروكسيل الكلوركين)، وهي مشتقة من أوراق أشجار الكينا وأن أغلب الدول لجأت إليها كحل متوافر لمواجهة وباء كورونا، مشيرا إلى أن أغلب البروتوكولات العالمية اعتمدت على تأثيره المثبت علمياً في بروتوكولاته العلاجية.
وطمأن الطبيب المشارك السوريين بأن الدواء أصبح متوفرا في أراضي الجمهورية العربية السورية وأن كل مريض بحاجة إليه يمكنه الحصول عليه، مؤكدا وفرة الكميات في المعمل، والاستعداد التام لنقله إلى وزارة الصحة وتزويد المشافي والمراكز الطبية والصيدليات به.
وطالب كحيلة كل طالبي الدواء ممن يقومون بشرائه من الأسواق الخارجية بأسعار باهظة، التوقف فورا عن ذلك، والبدء باستجراره من السوق المحلية.
من جهته، قال رأفت النقري، مدير عام شركة (ميغا فارما)، لـ"سبوتنيك" أن الشركة على استعداد لتلبية احتياجات الدول المجاورة من الدواء نظرا لتوافر كميات كبيرة من مخزون مواده الأولية الفعالة التي تم استيرادها سابقا.
وأشار النقري إلى أن الأسعار المحلية للدواء ستكون زهيدة بشكل كبير، وتصل إلى ثلث سعر مثيلاتها للدواء المستورد، وذلك وفق دراسات وزارة الصحة.
وتعمل في السوق السورية 96 شركة لإنتاج الأدوية، تغطي منتجاتها 93% من حاجة السوق المحلية وتصدر مئات الأصناف إلى الخارج.
وخلال السنوات الأخيرة، خرج 19 معملا من الخدمة قبل أن يتم إعادتها إلى الانتاج مؤخرا.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تم افتتاح مصنع "مينا فارما" المتخصص بصناعة الأدوية الكيماوية المضادة للأورام السرطانية بخبرات محلية.
ويعد مينا فارما الأول من نوعه في سوريا والعالم العربي، وتتضمن خطته الانتاجية توفير حاجة السوق الدوائي السوري والدول المجاورة من الأدوية المضادة للأورام، بقدرة إنتاجية تصل إلى 6000 (فيال) في الساعة الواحدة من خط السوائل العقيم و12000 مضغوطة في الساعة من خط المضغوطات".
وأسهمت الإجراءات الإحترازية في الحد من إنتشار وباء كورونا، لتنحصر معظم الإصابات في العاصمة دمشق وهي تخضع للبروتوكول العلاجي ولمراقبة طبية دقيقة وقد شفي عدد من المصابين خلال الأيام الأخيرة.