الانترنت… فسحة السوريين في زمن الكورونا


نافذة وفسحة لمعظم السوريين هكذا أصبح الانترنت في زمن الكورونا يستثمرونه كل وفق اهتماماته ورغباته لتمرير الساعات الطويلة التي يقضونها في المنزل في ظل غياب معظم الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والفنية والترفيهية وتعليق دوام المدارس والجامعات بفعل إجراءات التصدي لفيروس كورونا.

وعلى الرغم من تعليق الدوام في جامعته لا يزال طالب الهندسة المدنية محمد عجاج يتابع محاضراته عبر الانترنت ويعزز مهاراته المعرفية كتقوية لغته الإنكليزية فيما يكمل وسام قاعاتي وهو طالب صف تاسع تحصيله العلمي عبر متابعة ما تبثه وزارة التربية عبر منصاتها على الانترنت من دروس لتعويض الفاقد التعليمي.

ألعاب الفيديو التي تلعب أونلاين عبر الشبكة هي أيضاً من الاهتمامات التي تلقى رواجاً بين بعض الفئات العمرية في الأحوال العادية واليوم وجد هواتها الوقت الكافي لممارستها كالطفل عمر فيما وجد بعض اليافعين كصهيب (طالب صف عاشر علمي) أن الوقت مناسب لتحقيق حلمه الخاص بإعداد برنامج يستضيف من خلاله شخصيات مختلفة ليقوم ببثها لاحقاً عبر شبكة الانترنت.

الكورونا مالئ الدنيا وشاغل الناس وأي شيء تبحث عنه عبر الشبكة ستجد أن أخبار الوباء وطرق الوقاية منه هي الثابت الوحيد على صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي برأي باسل وهو ما يتفق معه سليمان نعمة بحكم عمله في المجال الصحي حيث يتتبع على الشبكة العنكبوتية آخر المستجدات الطبية من مصادرها الرسمية والمتعلقة بالوباء العالمي والأدوية المخففة لأعراضه وكل التجارب التي تجري في العالم لإيجاد لقاح له.

كما وجدت حملات التوعية والتنظيف والتعقيم التي تشهدها المدن السورية وجهود وزارة الإعلام من إعلانات ومشاهد تمثيلية تبث عبر الانترنت طريقها في ساعات تصفح سعيد على الانترنت فيما كانت الهموم المعيشية والحالة الاقتصادية الهاجس الذي دفع خالد للبحث عن نشرة أسعار المواد الرسمية التي تصدرها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وآلية وأماكن توزيع المواد المدعومة التي تباع بموجب البطاقة الالكترونية.

الوضع الحالي المتعلق بانتشار الفيروس ليس هو كل ما يشغل بال محمود بل كيفية التأقلم مع الوضع الاقتصادي القادم بعد انحسار الوباء هو ما يقرأ عنه ويتصفحه باستمرار محاولاً العثور على حلول لوضعه المالي الذي تدهور بسبب توقف عمله.

ولكل شيء جانب إيجابي برأي أبو عماد فأولاده المسافرون لم يعودوا منشغلين بالعمل فهو يتكلم معهم عبر برنامج (الواتس اب) معظم اليوم كذلك أم عماد فهي تستمع بالحديث مع أولادها وأحفادها الموجودين في تونس لساعات طويلة بعد أن أصبحوا يقضون معظم وقتهم على الانترنت.

أن تكون متعطلاً عن العمل ولم تعتد على الجلوس في المنزل لساعات طويلة فأنت كأبي عدنان الذي وجد في الانترنت سبيلاً للتواصل مع أقاربه وأصدقائه داخل البلد بطريقة آمنة تحافظ على التواصل الاجتماعي والتباعد الجسدي بوقت واحد أما رنا قبرصلي التي لا تزال تعمل فأصبح لديها وقت أطول لتقضيه في توسيع معارفها عبر الشبكة.

لا شيء إلا أخبار الوباء حتى الأخبار الاقتصادية والسياسية والرياضية متعلقة بالكورونا كما يقول خالد ما دفعه لعدم قراءة الأخبار وتحويل اهتمامه إلى متابعة مقاطع الفيديو المسلية والطريفة فيما رأى محمد خراساني أن هذا هو الوقت المناسب لمشاهدة المسلسلات والأفلام التي فاتته وبذلك يستطيع الترويح عن نفسه والابتعاد عن كل ما يسبب القلق أو اليأس.

أما تعلم المزيد حول فن الطبخ وإعداد الوجبات والحلويات فهو من الأمور التي تتعلمها روان الفهد طالبة بمعهد إدارة أعمال فيما أوضحت أم فارس أن ابنها الأصغر يحب بعض الأكلات التي تتطلب وقتاً طويلاً والإجازة أتاحت لها الفرصة للقيام بذلك.

الدكتور ماجد إدلبي الذي يقول إن لديه نشاطات اجتماعية عديدة ويسعى حالياً لنشر التوعية بين الناس حول خطورة كورونا بمساعدة الانترنت فيما يستغل راتب السيد أحمد فرصة جلوسه بالمنزل بالبحث عبر الشبكة عما يساعده على تطوير عمله بعد انتهاء فترة الحجر.

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.