ظلت سيارات الأجرة “التكسي” وسيلة النقل الوحيدة التي يمكن أن يلجأ إليها المواطنون لقضاء احتياجاتهم الضرورية والوصول إلى أماكن عملهم ما أسهم في تعزيز الطلب عليها في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للتصدي لفيروس كورونا والتي تم بموجبها وقف عمل وسائل النقل الجماعي.
بعض أصحاب “التكسي” أكدوا لمندوبة سانا أن العمل انخفض إلى نحو 60 بالمئة نظرا لتوقف المؤسسات الحكومية وبقاء الناس في منازلهم بينما عبر البعض الآخر عن ارتياحه للمردود المادي الذي يحققه خلال فترة السماح له بالعمل.
ميسرة خلف سائق من مدينة حمص ويعمل على سيارة أجرة في دمشق والذي اتخذ جميع إجراءات الوقاية اللازمة “الكمامة والقفازات” أكد أن حركة “التكسي” لم تتأثر كثيراً بإجراءات الحكومة الاحترازية وبقيت تعمل لكنه أشار إلى أن الطلب انخفض في ظل حظر التجوال المفروض خلال ساعات الليل مؤكداً أنه حريص على مراعاة ظروف الناس ولم يقدم على رفع الأجرة.
وأثناء وقوفه على تقاطع منطقة البرامكة ينتظر مجيء أحد الركاب أشار مازن زين من دمشق إلى أنه توقف عن العمل في بداية فرض حظر تنقل المواطنين لكن الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار المواد أجبرته على العودة مجدداً إلى العمل ليتمكن من تأمين مستلزمات اسرته موضحاً أن حركة سيارات الأجرة تأثرت أيضاً لكنها ظلت تعمل لكونها وسيلة النقل الوحيدة العاملة في هذه الظروف مبيناً أنه يعمل من السادسة صباحا حتى السادسة مساء.
ولم تمنع الظروف الصعبة وبعد المسافة السائق عمر أسعد من النزول من صيدنايا للعمل في دمشق موضحاً أن الواقع الصعب أجبره على القدوم إلى دمشق للعمل ليتمكن من الاستمرار في معيشته وتأمين حاجات أسرته مؤكداً أن عمل سيارات الأجرة يواجه صعوبات لأن السائق يقضي وقتاً طويلاً للحصول على راكب نظراً لعدم وجود موظفين وإغلاق أغلب المؤسسات الحكومية.
ومن إدلب قدم السائق عبد الكريم رزق ليعمل في دمشق لتحسين مستواه المعيشي لكن الظروف التي نعيشها اليوم نتيجة الإجراءات التي تتخذها الحكومة لحماية الناس جعلت العمل أكثر صعوبة حسب تعبيره مبيناً أن الحركة تكون ضعيفة جداً أحياناً وأحياناً أخرى مقبولة داعياً إلى مراعاة ظروف الناس في ظل الأزمة الحالية.
وهو يتحدث مع أحد الزبائن الذي يحاول إقناعه بالأجرة أشار السائق أحمد دكاك من جيرود إلى أنه يعمل منذ ست سنوات في دمشق مؤكداً أن السماح لسيارات الأجرة بالعمل خلق لهم فرصاً إضافية لكن بقاء الناس في منازلهم خفف من الحركة إلى نحو الربع أملاً بانتهاء هذه الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها لأن الحياة المعيشية صعبة جداً.
عدد من المواطنين اعتبروا أن عمل سيارة الأجرة في الوقت الحالي حل جزءا كبيراً من المشكلة في ظل توقف وسائل النقل الجماعي بينما رأى البعض الآخر أن عددا من أصحاب السيارات ضاعفوا أجورهم بينما أظهر البعض الآخر الحرص على مراعاة ظروف الناس المعيشية.
المواطنة عبير المحمد من جديدة عرطوز قالت أثناء خروجها من أحد “التكاسي” إنها تضطر في أغلب الأيام إلى القدوم إلى دمشق ما يجعلها مجبرة على الركوب بسيارة الأجرة لكونها الوسيلة الوحيدة العاملة في الوقت الحالي مبينة أن البعض استغل الوضع ورفع أجوره والقلة القليلة لا تزال على التسعيرة القديمة لكنها أكدت أن وجود “التكسي” في هذه الأوضاع حل الكثير من المشاكل وسهل حركة المواطنين.
محمد أبو شومر قادم من القنيطرة أكد أنه غير قادر على الركوب في “التكسي” في هذه الظروف كونه موظفاً وراتبه لا يسمح له إلا إذا كان مضطراً علماً أنه اعتبر وجود “التكسي” يحل أزمة ويساعد المواطنين في الحصول على احتياجاتهم والوصول إلى بعض الأماكن الضرورية مثل الأطباء والمشافي وغيرها.
جلال حميدان أكد بدوره أنه غير قادر في أي وضع كان على اللجوء إلى سيارات الأجرة لقضاء حاجاته لأن أجور النقل ارتفعت كثيراً وهناك من يستغل الظرف ويرفع أجوره لهذا لا يمكنه استقلال سيارة أجرة علماً أن الكثير من الناس يلجؤون إلى “التكسي” لأنها الوسيلة الوحيدة العاملة في زمن الكورونا داعياً المعنيين إلى ضرورة مراقبة عمل سيارات الأجرة بينما عبر وسام محمود عن أهمية دور سيارات الأجرة في هذه الظروف لأنها باتت تعمل مثل “السرافيس” وتقل أكثر من شخص بالوقت نفسه لتخفيف العبء عن الناس.