توقف المعامل وسلاسل الانتاج إضافة إلى توقف كامل المنشآت التجارية والسياحية عن العمل بفعل قرارات الحكومة السورية الخاصة بالوقاية من “مرض كورونا”، لم يكن سبباً كافياً لتقليل ساعات التقنين الكهربائي في مدينة حلب، وعلى عكس المتوقع جاءت زيادة ساعات التقنين الكهربائي بما أنعش سوق الكهرباء الخاصة في المدينة التي تعد العاصمة الاقتصادية لسورية.
التيار.. قبل وبعد “كورونا “
يؤكد باسل طه وهو أحد سكان “صلاح الدين”، أن التقنين الكهربائي كان مستقراً قبل دخول سورية ضمن “أزمة كورونا”، بواقع 4 ساعات وصل للتيار مقابل ساعتي قطع، مع إبقاء التيار موصولاً طيلة النصف الثاني من الليل بشكل يومي، إلا أن التقنين بدأ بالازدياد مع دخول الإجراءات الحكومية الخاصة بالوقاية من المرض حيز التنفيذ، فزاد أول الأمر ليصبح بواقع 3 ساعات وصل مقابل 3 قطع، مع تطبيق التقنين على الساعات المتأخرة من الليل، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة ضمن فترة الوصل.
وتقول “نادية محمد”، القاطنة في “حي الشعار”، أن التقنين الكهربائي زاد بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة مع إن التصريحات الحكومية كانت تشير إلى احتمالية أن يكون واقع التيار الكهربائي مستقراً أكثر مع إغلاق الأسواق والمعامل، ناهيك عن إن تحسن درجات الحرارة في فصلي الربيع والصيف كانا يتسببان بزيادة في ساعة الوصل، لأن ما نقرأه من تصريحات بأن التقنين الكهربائي في الشتاء يكون أكثر من غيره من فصول السنة بسبب “زيادة الحمولات الشتوية”، بسبب استخدام الكهرباء في التدفئة شتاءً، وبرغم ذلك لم يتحسن واقع التيار الكهربائي في كامل أحياء مدينة حلب.
“الآمبيرات” تنتعش
بحسب “محي الدين تركماني”، والذي يمتلك إحدى مولدات الكهرباء الضخمة المعروفة باسم “الآمبيرات”، فإن نسبة كبيرة من سكان أحياء مدينة “حلب”، عادوا لتفعيل اشتراكاتهم في هذه المولدات للحصول على التيار الكهربائي في ظل زيادة عدد ساعات التقنين، ويشير في حديثه لـ “المشهد أون لاين”، أن عدد المستفيدين من مولدته الخاصة زاد بمعدل النصف تقريباً، الأمر الذي زاد من أرباحه الاسبوعية على الرغم من أزمة توفير المحروقات الخاصة بتشغيل المولدة
اقرأ المزيد في قسم اخبار سريعة
والتي غالبا ما يلجئ للسوق السوداء للحصول عليها، بسعر يصل إلى 400 ليرة سورية لـ “ليتر المازوت”، الواحد.
يقول “تركماني”، أنه كان متخوفاً في بداية تطبيق قرارات الحكومة الخاصة بالوقاية من مرض “كورونا”، من أن يقل عدد “زبائنه”، لأن ما كان ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان يشير إلى أن عدد ساعات التقنين سوف يقل بسبب التوفير الذي سينتج عن توقف المعامل والأسواق عن العمل، فبحسب وصفه “لا يمكن تخزين الكهرباء في مستودعات”، ما يثير التساؤلات.
حكي السرايا
أحد المهندسين العاملين في مؤسسة الكهرباء في محافظة حلب، أشار إلى أن زيادة الحمولات والاستهلاك المنزلي خلال فترات الحظر الجزئي الذي يبدأ منذ الساعة السادسة مساءً يومياً تسببت برفع ساعات التقنين، مشيراً إلى أن ما يشاع عن توقف المعامل والمصانع عن العمل وبالتالي ثمة وفرة في التيار الكهربائي غير صحيح، إذ لا يمكن لسلاسل الانتاج أن تتوقف في هذه المرحلة بما قد يتسبب بشلل للاقتصاد السوري الذي يعاني أصلاً من جملة من المشكلات، كما إن المعامل الخاصة بالأدوية والمنظفات باتت تغذى بالكهرباء على مدار الساعة لتأمين انتاج المواد الضرورة لمواجهة مرض “كورونا”، من معقمات ومنظفات ومواد طبية.