“إدلب” محكومة بالفوضى المنظّمة، بمعنى أنّها أضحت مفصل مكاسرة مع أطراف عدوان أرادت لها أن تبقى منصّة استثمار للضغط على الرئيس الأسد!!!..
-أخيراً أدركت أطراف العدوان جيّداً، أنّها لم تعد قادرة على الحفاظ على هذه المنصّة، وبالتالي لم تعد قادرة على الاستثمار فيها، خاصة وأنّ هذه العناوين لم تعد أهدافاً جامعة لتلك الأطراف..
-بفضل هذه الفوضى المنظّمة، والمشغول عليها أمنيّاً جيّداً، لم يعد بمقدور من صنّعها وأراد الاستثمار فيها إلا الذهاب إلى التخلّص منها..
-لكنّ التخلّص من هذه الفوضى ليس أمراً هيّناً، باعتبار أنّ خارطة هذه الفوضى أضحت خارطة مركبة ومتداخلة جدّاً، حتّى أنّ من عمل على إنجازها، في لحظتها أو مرحلتها الأولى، لم يعد قادراً وحده على السيطرة عليها الآن..
-إنّ أيّ استراتيجيّة خلاص من هذه الفوضى لا يمكن لها أن تكون بعيدة عن مساهمات كافة دول الاقليم، وبعض الدول الأخرى التي كانت رئيسيّة في دعم هذه الفوضى والاستثمار فيها، أو البناء عليها!!..
-يعني ذلك أنّ تفكيك منظومة الفوضى في “إدلب”، تحتاج الآن إلى فعلٍ مشتركٍ، اقليميّاً ودوليّاً، وهو ما تحاول بعض أطراف العدوان الهروب منه، لكنّها ليست قادرة عليه..
-يدرك الرئيس الأسد، مهندس توازن استقرار الاقليم، وقائد اوركسترا تبريده، أن كلّ أطراف العدوان لم يعد بمقدورها الذهاب أبعد ممّا وصلت إليه، وهي بالتالي مضطرة للبحث عن مصالحها في التخلّص من منصّة الفوضى..
-ويدرك أكثر أنّه للخلاص من هذه الفوضى، لا بدّ من جلوس الجميع على طاولته، وليس الذهاب معه إلى منتصف الطريق، فمنتصف الطريق لا يتناسب واللحظة الحاكمة لخارطة الفوضى الآن..
-لهذا لا نعتقد أن الرئيس الأسد يريد تحرير “إدلب” بالطريقة التي يتوقعها كثيرون، لكنّه يعمل على الاستثمار فيها أيضاً، باعتبار أن اطراف العدوان حاولت الضغط عليه فيها من أجل أخذه إلى شروط حاولت أن تفرضها هذا الأطراف في لحظة أو مرحلة سابقة..
-الرئيس الأسد بدلاً من أن يقع في شروط أطراف العدوان في “إدلب”، سارع لخلق بيئة استثمار فيها، تمكّنه من تشكل منصّة شروط خاصة به، يسحب أطراف العدوان مجبرين إليها..
-وهذا يعني بأنّ الرئيس الأسد لا يذهب لتحرير “إدلب” في هذه المرحلة، بمقدار ما يعمل على خلق الحاجة لمعادلة استقرار اقليمية، تأتي بجميع الأطراف إلى طاولة انتصاره!!..