الرئيس الأسد خط أحمر.. المستقبل بيد دمشق


الرئيس الأسد خط أحمر.. المستقبل بيد دمشق
 

منذ أيام تداولت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية مقالات وتقارير حول الدولة السورية والرئيس بشار الأسد تحديدا. فحوى هذه التقارير التي تم نقلها من موقع يحمل اسم "وكالة الأنباء الفدرالية" أن هناك تغييرا في الموقف الروسي نحو القيادة السورية وشخص الرئيس الأسد تحديدا، وحملت هذه التقارير التي نشرت بالمواقع العربية هجوم روسي كبير على الرئيس الاسد والحكومة السورية وأن موسكو لمست أن الشعب السوري لن ينتخب الرئيس الأسد وأن الحكومة السورية فاسدة وفاشلة والرئيس لا يسيطر على الأرض. وفي مقال آخر نقل عن نفس الوكالة يفيد بأن الرئيس الأسد اشترى لوحة فنية من بريطانيا بملايين الدولارات وجميع ما ذكر نقلا عن الوكالة فقط.



وببحث بسيط وسهل على محرك البحث غوغل وجدت وكالة الأنباء الروسية الرسمية، وعندما بحثت فيها باللغتين الانكليزية والروسية لم أجد شيئا من هذه الانباء، بل على العكس تماما، وجدت أن الوكالة في صف الدولة السورية والرئيس بشار الاسد. وبعد بحث مطول جدا مع الزملاء العاملين في روسيا وجدنا المقال المنشور في المواقع العربية ولكن في صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية وكاتبه هو الصحفي دينيس كوروتكوف وتحدث فيه عن الفساد في سوريا ونسبه لوكالة الأنباء الفيدرالية، ليخرج بعدها المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف بتصريح رسمي على وكالة الانباء الفيدرالية ويفند وجود هكذا مقال عليها، وإذا أجرينا بحثا في الوكالة نجد بالفعل عدم وجود أي مقال سلبي حول سوريا منذ بداية الازمة وحتى الآن.

وأكد بيسكوف أن لدى الكرملين موقف سلبي جدا تجاه نشر هذه المعلومات الكاذبة ونسبه للوكالة. واكد ايضا ان الصحفي دينيس كوروتكوف الذي يكتب في نوفايا غازيتا، ينقل الأنباء الكاذبة. واضاف ان ما جرى هو تجربة سلبية ومريرة خاصة عندما يتعلق الأمر بنشر الأخبار الكاذبة. واوضح ان الصحفي قام بتدمير سمعته المهنية. كما وجهت وكالة الأنباء الفدرالية اتهامات للصحفي بإجراء اتصالات بتنظيم "داعش" الإرهابي. واستخدام مقاطع فيديو وصورا مزيفة في سوريا وتزويد الإرهابيين بمعلومات عن البيانات الشخصية للمتطوعين الروس هناك.

يبدو أن الكثير من المحللين والسياسين لم يفهموا إلى الآن طبيعة العلاقة السورية - الروسية، دمشق هي من يمسك بالقرارات الاستراتيجية وهي من يضع الخطوط العريضة والدقيقة لكل تفصيل في المراحل السابقة او الحالية او المستقبلية، بالتأكيد تتشاور دمشق مع حلفائها سواء روسيا أو ايران، ولكن في النهاية هي من يقرر بالموافقة أو الرفض على أي مقترح.

فمن يتابع الأخبار يرى أنه قبل عقد اي جولة لمسار استانا تكون هناك اتصالا بين الرئيس الأسد ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني، وتتم مناقشة كل التفاصيل قبل انعقاد المؤتمر، فمثلا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق بيوم واحد كان هناك اجتماع إلكتروني بين وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا بشأن سوريا، وبالتالي هذا على ماذا يدل؟

مثال آخر وهو أن روسيا هي من أشد المطالبين بكتابة دستور جديد لسوريا والتسريع في عقد جلسات مناقشة اللجنة الدستورية، ولكن دمشق ترى بان الدستور الحالي جيد ويبنى عليه، وأن سوريا ليست بحاجة لدستور جديد وأن النقاشات هي لرؤية هل يحتاج الدستور الحالي للتعديل أم لا، وقبل انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية أكدت دمشق على وجود بنود في الدستور لن تمس، وهو أمر انصاع له الجميع.

يسهل على أي شخص يتابع الأخبار السورية من الخارج أن يحلل ويقول ما يريد ولكن من يزور سوريا يرى وضعا أخراً، إذ أن الدولة السورية هي أقوى من الجميع على الارض. مخطئ من يتصور بأن الشارع السوري ليس مع الرئيس بشار الاسد قلبا وقالبا ذلك لأنه يرى به أمان سوريا ومستقبلها وبدونه تكون الأمور ضبابية ولا أفق فيها. كل الدول التي حاربت سوريا فشلت في إيجاد بديل حقيقي للرئيس الاسد وجميع من أوجدتهم كانوا عبارة عن دمى متحركة وبالتالي فقدوا مصداقيتهم لدى الشارع السوري سواء المؤيد للدولة او المعارض لها. فهل يستطيع أحد أن يقدم برنامجا انتخابيا حقيقيا لقيادة سوريا؟

بات واضحا للجميع بان الدولة السورية هي من تعطي القوة لحلفائها وليس العكس. الدولة السورية تعمل بهدوء على أي ملف تريده ورؤيتها هي التي تنفذ على الأرض وليس العكس. لنكن صريحين دمشق هي من أعادت روسيا إلى الواجهة وجعلت منها دولة مهمة في المنطقة واعادت الثقة فيها، والدعم الروسي لسوريا عاد بالنفع على موسكو سواء بصفقات السلاح التي ارتفعت خمسة اضعاف على ما كانت عليه قبل عام 2014 او بالتحالفات الاستراتيجية التي بنتها مع دول لم تكن تحلم أن تخترقها، لأن هذه الدول تأكدت بأنه يمكن الوثوق بروسيا وذلك بفضل دمشق.

إلى الآن الجندي السوري هو من يدافع عن أرضه حتى وأن شاركه في هذه الحرب جندي حليف أو طيران حليف، ولكن العدد الاكبر من الشهداء والجرحى هم سوريون. الأرض التي تتحرر سورية والأرض التي سيتم إعادة إعمارها سورية أيضا، والقرارت الاستراتيجية تتخذ من قبل الدولة السورية، وبتوقيع صغير على ورقة من الرئيس الأسد سيخرج الجميع من سوريا، لان من أتى بطلب رسمي سيخرج بمثله لذلك الجميع يعلم أن الرئيس الاسد هو صمام أمان المنطقة، والقرارات التي تخرج من قصر المهاجرين في دمشق هي التي تنفذ فقط، وغير ذلك هي قرارات لا تساوي الحبر الذي كتبت به.

بالرغم من كل ما تمر به سوريا من أزمات ورغم الضغوطات الاقتصادية والعقوبات ضدها، إلا أن وجود الرئيس الأسد في الرئاسة هو مصدر أمان للشعب السوري، ومن يقول غير ذلك إما أن يكون جاهلا بالملف السوري أو يحاول عدم رؤية الواقع.

Post a Comment

syria.suv@gmail.com

Previous Post Next Post

ADS

Ammar Johmani Magazine publisher News about syria and the world.