تحتفل دول العالم في الثاني عشر من أيار من كل عام باليوم العالمي للتمريض بهدف تسليط الضوء على إسهامات الكوادر الصحية العاملة في مجال التمريض بتلبية احتياجات المجتمع الذي ازدادت أعباؤه مع انتشار فيروس كورونا بكل دول العالم ما تطلب بذل المزيد من الجهود من قبل الفرق الطبية المساعدة من ممرضين وفنيين ومسعفين.
وفي سورية يواصل الممرضون والممرضات عملهم كجزء أساسي من عمل الكوادر الطبية في تقديم الرعاية للمرضى بالمشافي والمراكز الصحية والنقاط الطبية فكما بذلوا خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية كل الجهود المطلوبة لاستمرار عمل القطاع الصحي ومواجهة التحديات التي فرضت عليه نجدهم اليوم بكل جاهزية للتصدي لفيروس كورونا وتقديم الرعاية في مراكز الحجر الصحي والعزل الطبي على مدار الساعة.
رئيسة نقابة التمريض والمهن الصحية والطبية المساعدة يسرى ماليل أوضحت في تصريح لـ سانا أن كوادر التمريض إلى جانب باقي الكوادر الطبية تقوم بواجبها لضمان تقديم خدمات نوعية ورعاية للمرضى مؤكدة أن كوادر التمريض هم اليوم خط الدفاع الأول إلى جانب الأطباء في مواجهة كورونا.
ويصل عدد الكوادر الطبية العاملة في مجال التمريض وفق ماليل إلى نحو 64 ألف ممرض وممرضة وتوجد 11 مدرسة تمريض و4 كليات منتشرة بمختلف المحافظات مبينة أن النقابة تعمل على ضمان كل حقوق العاملين بمهنة التمريض والمهن الصحية الأخرى.
وخلال عملها بمشفى التوليد الجامعي بدمشق بينت مشرفة قسم التمريض ديمة زيدان أن مهنة التمريض تتطلب جهودا كبيرة وقدرة على العمل المتواصل لساعات طويلة في حال دعت الحاجة خلال أوقات الحرب وفي الأزمات والأوبئة كما هو الحال اليوم للتصدي لفيروس كورونا معتبرة أن الواجب الإنساني والمهني يتطلب العمل بأقصى جهد من أجل تقديم الخدمات الطبية على أكمل وجه.
“كلنا استنفرنا خلال هذه الفترة ونقوم بالعمل لساعات طويلة أحياناً كأداء لواجبنا الذي فرضته طبيعة مهنة التمريض” بهذه الكلمات وصفت الممرضة في مشفى التوليد هديل الخطيب طبيعة عمل كوادر التمريض في الوقت الراهن والجهود المطلوبة منهم معتبرة أن التكريم والعيد الحقيقي لأي ممرض هي كلمة الشكر التي يقولها المريض بعد تعافيه.
واعتبرت الممرضة في المشفى نفسه منى أحمد حشاش أن طبيعة عمل كوادر التمريض لا تتوقف على تطبيق العلاج الذي وصفه الطبيب المختص أو في غرف العمليات بل تحتاج إلى مهارة في التواصل لتقديم الدعم النفسي للمريض وإزالة لحظات الخوف والقلق التي يشعر بها مؤكدة أنها مع زملائها يسعون دائماً لتقديم خدمات الرعاية الطبية مهما كانت الظروف.
وتتطلب طبيعة عمل الممرضة زينب الكاتب بذل جهود كبيرة واتخاذ كل الإجراءات الوقائية الشخصية لكونها أحد الكوادر الطبية العاملة في مركز الحجر الصحي بدار الأمان بكفرسوسة الذي يستقبل السوريين العائدين من الخارج حيث بينت الكاتب أنها تقوم بواجبها المهني بكل مسؤولية وحرص كبير لاتخاذ إجراءات السلامة للمقيمين والكوادر الطبية.
ومن مشفى المواساة الجامعي بدمشق أشارت رئيسة قسم التمريض لينا محمود إلى أن العمل بمهنة التمريض يتطلب إلى جانب القيام بالدور الطبي وتنفيذ الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب دوراً إنسانياً كبيراً في تقديم الدعم النفسي للمرضى وهو جزء من العلاج مؤكدة أن طبيعة العمل هذه الفترة لجهة التصدي لفيروس كورونا باتت تتطلب بذل المزيد من الجهود.
وأكد محمد حماد المشرف على الممرضين في قسم العناية الصدرية بالمشفى أن طبيعة عمله تتطلب الاحتكاك مع المرضى المشتبه بإصابتهم بكورونا وذلك ضمن الواجب الذي فرضته مهنته عليه ويؤديها بكل مسؤولية.
ويحتفل العالم في الثاني عشر من أيار من كل عام باليوم العالمي للتمريض حيث تم اختيار هذا اليوم في كانون الثاني من عام 1974 لكونه يوافق الذكرى السنوية لميلاد البريطانية “فلورانس نايتينجيل” التي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث.