تعد من الحلويات الشعبية الخاصة بمائدة شهر رمضان المبارك، ويصعب أن تجد التمرية في الأسواق في شهور أخرى، فالـ “الحماصنة”، يحملون براءة اختراع في صنعها.
يقف بائع التمرية و هو يقليها و ينادي بلهجته الحمصية ” غلينا غلينا و على النبي صلينا” ” ارب ع الطيب ارب ” تمرية تمرية بتدؤها الختيارة بترجع صبية”.
يقول صاحب محل معجنات و حلويات مختص بصناعة التمرية محمد المهباني لتلفزيون الخبر: ” لكل محافظة عاداتها و تقاليدها و تراثها، و طبعاً محافظة حمص مشهورة بحلوى التمرية خلال شهر رمضان الكريم “.
يضيف المهباني “تعلمت الصنعة منذ كنت صغيراً، و ورثتها أبا عن جدي و يعود عمر التمرية إلى أكثر من ثمانين عاما، و مخترعها “حمصي” بالتأكيد فهي حلوى حمصية بامتياز و تطورت صناعتها عبر الزمن”.
ويشير المهباني إلى أن ” كل من يصنع الحلوى يمكنه أن ينتج التمرية، و لكن يصعب عليه أن يصنعها بمذاقها الخاص الطيب، حيث يختص بها عدد قليل من أصحاب المهنة بحمص أي سر الصنعة “.
يمسك المهباني العجينة بيده ليحولها الى أقراص و يتابع ” التمرية هي عجينة مقلية، و تمر بمراحل التسمين و السحب و التعبئة ثم القلي و التغطيس بالقطار، و منها محشوة بقشطة و عجوة و أخرى سادة، و تأكل باردة كطبق من الطقوس الحمصية الرمضانية”.
بحركات خفيفة و سريعة يسحب المهباني عجينة التمرية و ثم يجعلها لفافة و يذكر فوائدها “التمرية غنية بالمواد السكرية، و هي تعطي الطاقة للصائم خلال فترة النهار، بما يساعده على تحمل تعب الصوم”.
و عن المفضل من أصناف التمرية يقول المهباني “حالياً الإقبال على التمرية السادة، كونها أرخص و هي بسعر 200 ليرة سورية، و أما المحشوة بالعجوة أو القشطة فهي ب 250 ليرة سورية، و هي رخيصة بالنسبة لباقي أنواع الحلويات”.
و يضيف المهباني “بعض الزبائن يطلب التمرية “تواصي” يضاف على وجهها الفستق الحلبي أو جوز الهند و بحشوة زيادة، و هذه يكون سعرها مختلف بحسب ما يطلب الزبون من إضافات”.
تجدر الإشارة إلى أن حمص كذلك تشتهر بصناعة الحلاوة الحمصية و منها (الخبزية حمرا وبيضا و البشمينا و بلاطة جهنم و السمسمية ) و التي تترافق مع طقوس اجتماعية مميزة في احتفال سنوي يسمى بعيد “خميس الحلاوة” في فصل الربيع.
و يتغير تاريخه من عام لآخر فهو يحل بالأسبوع الأخير من نهاية صوم الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، ويترافق بطقوس و احتفالات شعبية موروثة منذ عدة قرون، تتميز به مدينة حمص عن باقي المدن السورية.