يجسد عناصر فوج إطفاء اللاذقية مثالاً حقيقياً للتضحية والتفاني والإخلاص في العمل من حيث الجاهزية التامة والتأهب على مدار الساعة للتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة كالحوادث والحرائق والكوارث الطبيعية وعمليات الإنقاذ البري والبحري في أي وقت ومكان لتحقيق رسالة إنسانية تتمثل في الحفاظ على أرواح المواطنين وصحتهم وسلامة ممتلكاتهم.
“يد واحدة لا تصفق والعمل الجماعي هو سر النجاح”.. بهذه الكلمات بدأ شجاع محفوض آمر زمرة حريق في فوج اللاذقية حديثه لمراسلة سانا منوهاً بالتنسيق عالي المستوى لمنظومة الإطفاء باللاذقية والتي تضم الفوج بمراكزه ووحداته المنتشرة في المدينة والأرياف والدفاع المدني ودائرة الحراج بمديرية الزراعة والتي كان لها أثرها الإيجابي في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع ولا سيما في عمليات إخماد الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من الغابات الحراجية في القرداحة الصيف الماضي والجهود الحكومية المبذولة للتصدي لفيروس كورونا وحملات التعقيم التي نفذها الفوج ضمن مدينة اللاذقية.
وتحدث محفوض الذي يتمتع بخبرة لأكثر من 14 عاماً في هذا المجال عن جهوزية الفوج من حيث تعداد العناصر واللباس والآليات واستعداده لتلبية نداءات المواطنين عند تعرضهم لأي حادث على الرقم المجاني 113 مضيفاً.. يبلغ تعداد الفوج 128 عنصراً من سائقين وعمال وآمري زمر وفئات ويضم 33 سيارة منوعة بين صهاريج وسيارات مختلطة وإنقاذ ونجدة وسيارات خدمة جميعها تخضع لعملية تفقد وصيانة يومية قبل كل مهمة لضمان عدم وجود أي أعطال بالإضافة إلى الاستعدادات التي اتخذها الفوج للتعامل مع الأضرار المحتملة التي تنجم عن الكوارث الطبيعية من ناحية المعدات الخاصة كمقصات هيدروليك ومحركات نشر خشب ومخدات رفع وكاميرا للكشف عن ضحايا تحت الأنقاض وسيارات مجهزة ببرج إنارة على مسافة 500 متر بالجهات الأربع في حال انقطاع التيار الكهربائي وأجهزة تنفس اصطناعي.
رفيق بغدادي “عامل مقسم” أشار إلى وجود خطوط عدة جاهزة لاستقبال اتصالات المواطنين وتقتضي مهمته الحصول على كل المعلومات المتعلقة بنداء الاستغاثة كالإسم والعنوان ورقم الهاتف للتواصل عند الحاجة ثم طرق الجرس لإعداد السيارة والانطلاق خلال 30 ثانية.
وبين بغدادي انخفاض عدد الحرائق منذ بداية العام وحتى الآن حيث بلغ عددها 270 حريقاً وهو أقل بنحو ضعفين مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي موضحاً أن السبب في ذلك يعود إلى وجود الناس في منازلها في ظل الظروف الحالية.
أما بلال عابدين “رئيس قسم الإنقاذ في الفوج” فأشار إلى أن القسم يضم سيارة إنقاذ وإطفاء مختلطة وزوارق مطاطية وأخرى فايبر بالإضافة إلى محركات شفط مياه وتتنوع المهام الموكلة إلى المجموعة بين إنقاذ مائي في حالات الفيضانات والغرق في البحر أو السدود والآبار وإنقاذ بري كما في حوادث السيارات وانهيار المباني مبيناً أن حبه لعمله يعود إلى الطفولة حيث كان والده رجل إطفاء واعتاد اصطحابه معه في مهامه.
ويستذكر عابدين حالات الاستنفار التي دام بعضها لأكثر من 6 أيام إثر الهطولات المطرية الغزيرة والفيضانات التي غمرت الكثير من شوارع المدينة ومنازل الأهالي في مناطق متفرقة من المدينة مشيراً إلى الفرح الذي ينتابه في كل مرة والحالة الوجدانية التي لا يمكن لكلمات أن تصفها بعد كل عملية إنقاذ ويعود بذاكرته إلى إنقاذ إحدى النسوة من داخل سيارة عالقة بعد أن غمرت مياه سد تشرين طريق حلب والمنطقة الصناعية وكانت في الرمق الأخير حيث فقدت الوعي تماماً وكانت على وشك أن تفارق الحياة لكنهم تمكنوا من انتشالها بصعوبة.
بدوره أشار نزار الشوا “سائق إطفاء يخدم في الفوج منذ أكثر من 23 عاماً” إلى دورات التدريب والإعداد النفسي التي يخضع لها رجال الإطفاء ودورها في معرفة كيفية التعامل مع الناس واحتواء حالة التوتر والهلع التي تصيبهم في حالات الكوارث والأزمات.