في ضوء الانتشار العالمي لفايروس كوفيد 19 ” كورونا ” المستجد، بدأت الكثير من الشركات، كما المخترعون والعلماء في كافة أنحاء العالم بالتفكير واختراع الأجهزة التي تمنع انتشار الفايروس أو الأجهزة التي تساعد القطاع الصحي على معالجة المصابين.
وتمكن المخترع السوري عودة حسين الكاطع من ابتكار جهاز جدير بالاهتمام والرعاية في مجال محاربة تفشي وباء ” كورونا “، وهو أول جهاز للتعقيم الحراري في العالم بحسب تأكيده .
في منزله البسيط والمتواضع في حي طي بمدينة القامشلي وبإمكانياته البسيطة تمكن المخترع والباحث والموظف الحكومي ” عودة حسين الكاطع ” من التوصل إلى اختراع لمجسم جهاز يعمل على تعقيم الأشخاص والأسطح والأماكن العامة عبر الحرارة وبدون تدخل أي مادة كيميائية.
وقال المخترع السوري عودة حسين الكاطع في تصريح لتلفزيون الخبر : ” منذ أن تلقيت النبأ عن تسجيل أول إصابة بفايروس “كورونا” في سوريا، بدأت بالتفكير بطريقة سريعة وعلمية للوصول لاختراع لمساعدة الدولة السورية لمواجهة الجائحة التي وصلت إلى البلاد من الخارج “.
وتابع الكاطع ” وفي موضوع مستجد كهذا الوباء تكون المعلومات عنه ضئيلة وللعمل على فكرة تتعلق بفايروس “كورونا ” كان علي الاطلاع بشكل أوسع على مزيد من المعلومات عنه، وكانت أفضل بوابة لذلك المواقع الإلكترونية للمجلات العلمية العالمية المتخصصة والموثوقة والاطلاع على آخر الأبحاث بهذا الشأن حيث توصلت إلى جمع معلومات عن الفايروس وآلية انتقاله من ناحية بقائه فعالاً على الأسطح وفي الهواء ” .
وأضاف الكاطع ” الإصابات في سوريا إصابات وافدة من الخارج عبر المطارات أو المعابر الحدودية، لذلك هذة الأماكن تبقى ملوثة بالفايروس وتنقل العدوى إلى الآخرين من خلال لمس الأشياء التي لمسها الإنسان المصاب بالفايروس، فأفضل طريقة هنا هي التعقيم الذي يضمن قتل الفايروس في تلك الأماكن”.
“وبناءً على هذه المعلومات توصلت إلى تصميم جهاز فعال للتعقيم وقتل الفايروس على الأسطح والبضائع وجسد الإنسان غير المصاب كاليدين والوجهة والثياب وأخذ مني التفكير للوصول إلى الاختراع ما يقارب الأسبوع بعد الإعلان عن أول إصابة في سوريا “، بحسب الكاطع.
مضيفاً ” هناك عدة أنواع للتعقيم، التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية أو التعقيم عبر المواد الكيميائية وهما نوعان لهما أضرار جداً كبيرة على صحة الإنسان و مكلفان مادياً، والأفضل في حالة محاربة فايروس ” كورونا ” باعتبار أن الجسم الخارجي له مغطى بطبقة دهنية، هو التعقيم الحراري والتعقيم عبر مواد التنظيف خصوصاً الصابون والكحول، لذلك يعتمد الجهاز المبتكر على التعقيم عبر درجات الحرارة “.
وشرح الكاطع “المبدأ الذي يقوم عليه الجهاز المبتكر، بالقول: “يتم من خلال تعرض الشخص أو السطح المراد تعقيمه وقتل الفايروس الموجود عليه لدرجات حرارة معينة، وذلك من خلال المرور عبر ممر مغلق تكون درجة الحرارة فيه من ٣٠ إلى ٣٧ درجة مئوية عن طريق جهاز التحكم الآلي والذي يعطي إشارة ضوئية معينة عند انتهاء عملية التعقيم”.
وعن أماكن استخدام الجهاز المبتكر، أوضح المخترع الكاطع أنه “يمكن الاستفادة منه بشكل كبير من خلال وضعه عند الخروج من غرف العزل الصحي في المستشفيات لمساعدة الكوادر الطبية والتمريضية للتخلص من الفايروس لأن ألبستهم تكون ملوثة باعتبارهم الخط الدفاعي الأول لمحاربة هذا الفايروس”
” كما يمكن الاستفادة منه بشكل كبير في المطارات والمنافذ الحدودية وفي مداخل ومخارج المؤسسات الحكومية والمصارف والمدارس والجامعات وحتى مخيمات اللاجئين لأنه جهاز صديق للبيئة وغير مضر بصحة الإنسان “.
وأردف الكاطع أن ” التكلفة المالية للجهاز تعتبر رخيصة جداً مقارنة مع الأجهزة الأخرى، فعند استخدام الزجاج في تصنيع غرفة أو ممر التعقيم تصل التكلفة التقديرية لحدود ٢ مليون ليرة سورية، وعند استخدام النايلون المقوى تكون التكلفة أقل من مليون ليرة سورية ما يجعل الجهاز من الأجهزة الممكنة لجميع الأشخاص و الشركات “.
ووجه الكاطع نداء إلى وزارتي الصناعة والصحة السوريتين ومحافظة الحسكة ومكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة القامشلي لتقديم الدعم المالي واللوجستي لبناء منشأة لتصنيع الجهاز ونشره في المواقع والأماكن المطلوبة ليكون جزء مهم في محاربة هذا الوباء.
وختم الكاطع حديثه لتلفزيون الخبر بالقول: “ماقمت به والذي كلفني جهد وسهر يجعلني سعيداً في تقديم المساعدة لأبناء بلدي، فما قام به الأطباء والتقنيون الصينيون لمحاربة هذا الوباء يثير مشاعر التقدير والاحترام ويجسد حب الوطن وهو ما دفعنا بقوة لإنجاز هذا الاختراع الذي أتمنى أن يبصر النور قريباً جداً”.
يشار إلى أن المخترع عودة الكاطع هو مشارك دائم في معرض الباسل للإبداع والاختراع والحائز على عدة جوائز منها الجائزة الذهبية باختراع خاص بالطاقة البديلة والنظيفة من الأنهار.