تظاهر آلاف اليمنيين بمحافظة حضرموت شرقي البلاد، للمطالبة بالتمثيل العادل في تشكيلة الحكومة المرتقبة وهيكل الدولة بما يتلاءم مع موقعها الاستراتيجي ومساحتها الجغرافية وثرواتها المتنوعة وإرثها الحضاري.
جاء ذلك في فعالية بمدينة سيئون ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت، نظمها مساء الاثنين، الائتلاف الوطني الجنوبي (مكون موازي لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، ويضم في صفوفه قادة وسياسيين وعسكريين وشيوخ قبائل بالمحافظات الجنوبية).
وأفاد مراسل الأناضول، الذي حضر الفعالية بأن آلاف المواطنين توافدوا إلى مدينة سيئون بحضرموت، رافعين أعلام الجمهورية اليمنية وصور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وذكر أن التظاهرة رافقها وسبقها أعمال عنف وشغب وقطع الشوارع من قبل موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي لإفشال الفعالية، ما أدى إلى صدامات مع قوات الجيش والأمن التي اضطرت إلى اطلاق الرصاص الحي.
وحالت أعمال العنف والفوضى والصدامات دون وصول الكثير من الجماهير إلى مكان التجمع النهائي للفعالية.
ووفق مراسلنا، فإن المشاركين رددوا شعارات " من حضرموت الأبية ... مطلبنا دولة اتحادية، بالروح بالدم نفيدك يا يمن، ياحضرمي علي الصوت ائتلافي حتى الموت، من سيئون الطويلة ... حضرموت اتحادية".
وأكد المشاركون في البيان الختامي للفعالية الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، عن رفضهم احتكار التمثيل والتفويض الشعبي للمحافظات الجنوبية وفي مكون وحيد (في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي).
وأكدت الحشود المشاركة على تأييدها لمشروع الدولة الاتحادية الذي أقرته مخرجات الحوار الوطني (2013 – 2014)، والتمسك بإقليم حضرموت.
وطالبوا بضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض بما يضمن عودة الدولة بكافة مؤسساتها وتطبيع الاوضاع في المحافظات.
وأدان المشاركون بالفعالية إجراءات التطبيع الإماراتية مع إسرائيل، مؤكدين أن قضية فلسطين وتحرير أرضها من الاحتلال وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أمر لا تنازل عنه.
وأمس أعلن المجلس الانتقالي، رفضه تنظيم الائتلاف الوطني الجنوبي فعالية بمحافظة حضرموت.
وتأتي هذه الفعالية الجماهيرية في إطار الصراع في جنوب اليمن على التمثيل الشعبي الذي يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والمطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، احتكاره والانفراد.
وتتزامن هذه التطورات مع مشاورات تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى (24) وزيراً مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية.
ونهاية يوليو/ تموز الماضي، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، تتضمن تخلي المجلس الانتقالي عن الإدارة الذاتية، وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الجنوب والشمال، وخروج القوات العسكرية من عدن، وفصل قوات الطرفين في (أبين).
يني شفق