كاتب المقال: اسكندر
يوميا وعلى نشرات الأخبار يشاهد سكان دولة شمالستان الإشتراكية الديمقراطية أخبارا عن صفقات سلاح تبيعها أو تشتريها عدوتهم اللدودة دولة غربستان الإمبريالية، ولمعالجة الموضوع، وفي أحد الأيام اجتمع المجلس العسكري الأعلى لدولة شمالستان في ظل تعاظم القوة العسكرية لدولة غربستان الإمبريالية وتزايد الخطر وخاصة أن الدولتان في حالة حرب منذ وجودهما على سطح الجغرافية الأرضية، فقرر المجلس العسكري الأعلى لدولة شمالستان أن يضع جهاز إنذار في العاصمة "آشوريا" مجهز بصوت عال جدا لينبه سكان آشوريا في حال وجود خرق جوي أو نية للحرب من العدوة غربستان.
بدأت الأقتراحات في المجلس العسكري الأعلى بجو ديمقراطي بحت عن أين سوف يضعون جهاز الإنذار أو زمور الخطر، واقترح أحد الجينرالات وضعه في قمة جبل "الراهب" الذي يقع في طرف العاصمة، لكن قوبل بالرفض لأنه لن يصل صوته إلى كل العاصمة المترامية الأطراف والتي يسكنها زهاء ٧ مليون شمالستاني..
فقرر المجلس العسكري الإستعانة بمحافظ أشوريا وخدمات محافظته، وبعد الاستشارة تبين أن البناء الوحيد الذي يتوسط العاصمة وبمكان مناسب تماما هو بناء الشركة الوطنية الاشتراكية للإتصالات والمسؤولة عن خدمات الهاتف والأنترنت والفاكس وغيرها ..
لكن صدم الجميع سؤال جنرال آخر وكان كالتالي:
لو فرضنا أن غربستان أرسلت طائراتها للقصف ورن الإنذار، الشخص الذي يمشي في الشارع، والعجوز الذي يقود سيارته، وتلك المرأة في السوق التي تشتري الكوسا لصناعة المحشي، والعامل والفلاح والحرفيون وصغار الكسبة، إلى اين سيهربون وليس لدينا ملاجئ أبدا في أشوريا؟
سؤال حير الجميع فعلا، وبعد تفكير وجدال وصراع داخل المجلس العسكري، خلص المجلس إلى العودة والإستعانة بخدمات المحافظ وموظفيه، كيف سيتم بناء ملاجئ في أشوريا التاريخية؟ وكم ستكلف؟
بعد دراسات كلفت المليارات من الليرات الشمالستانيه، كان رد المحافظ بأنه: إما أننا سوف نهدم جميع البناء القديم والذي يشكل ٩٥ بالمية من أشوريا ونعود لبناء نفس الأبنيه بملاجىء جديدة، أو تترك أشوريا كما هي وتبني عاصمة أخرى في مكان آخر.
في الحالة الأولى ستكون التكلفة ٢ ترليون ليرة شمالستانية، وفي الحالة الثانية التكلفة سوف تكون ٤ ترليون ليرة شمالستانية.
فاختار المجلس العسكري الخيار الأول وبدأت عملية الإجلاء الإجباري لسكان أشوريا والتي استغرقت سنة كاملة، وعندما فرغت أشوريا تماما من السكان باستثناء المجلس العسكري والمحافظ، بدأت عملية هدم آشوريا كاملة أيضا وبعد عدة سنوات وتكلفة ١ ترليون ليرة شمالستانية سيعقبها عملية إزالة الأنقاض، وأثناء بدء عملية إزالة الأنقاض والتي اكتشف المجلس والمحافظ بأنها ستكلف بمجملها ١ ترليون ليرة شمالستانيه إضافية قررت المحافظة والمجلس العسكري ببناء برج طويل مكان الشركة الوطنية الاشتراكية للإتصالات -والذي تم هدمه أيضا- ليضعوا عليه جهاز الإنذار، وفعلا تمت عملية بناء البرج الطويل وانتهت بعد ستة أشهر مع استياء عام وسط المجلس العسكري من المحافظ الذي غشهم في الحسابات، فقد أخبرهم أن عملية إعادة بناء آشوريا ستكلف ٢ ترليون ليرة شمالستانية ولم يخبرهم بحقيقة أن عمليتي الهدم وإزالة الأنقاض ستكلف أيضا ٢ ترليون ليرة شمالستانية، لكن لم يعد ينفع هذا الاستياء بشي، عليهم الأن بناء آشوريا جديدة بعد عدة سنوات من الهدم وخلو المدينة-أو المدينة سابقا- على الأقل من كل أشكال الحياة باستناء المجلس العسكري والمحافظ.
بعد انتهاء عملية بناء البرج الطويل،أو "برج الزمور" كما اقترح المحافظ تسميته، قرروا جميعا أن يجربوه، فقاموا بوصل الكهرباء، وسط مدينة مترامية الأطراف خالية من كل أشكال الحياة إلا من الأنقاض وبرج طويل في وسطها، قص المحافظ والجنرال الأكبر شريط الإفتتاح وضغط الجنرال على الزر، وبدأ صوت الزمور يصدح عاليا حتى كاد يثقب الآذان.
بدأ الجميع بالتصفيق، والصراخ في هذا الإنجاز الضخم، وعندما قام الجنرال بإعادة ضغط زر التشغيل، صمت جهاز الإنذار وساد الصمت
ووسط ذلك الحدث الوطني الضخم الواقع في قلب مدينة من الركام باستثناء برج واحد، يسمع صوت طائرة في سماء آشوريا المهدمة وكان آخر ما سمعه كل من في البرج صوت صاروخ قادم من تلك الطائرة إليهم، ليخرج بعد عدة دقائق خبر عاجل على جميع قنوات العالم الإخبارية بما فيهم القناة التاسعة الغربستانية الإمبريالية ومحتواه:
- طائرة من غربستان واحدة من طراز "تل مخيف ٣٥" فخر الصناعة الغربستانية، تدمر أشوريا كاملة، وبصاروخ واحد!