بقلم الدكتور عبد الهادي طهمازي
زيد بن موسى بن جعفر، أحد الثوار العلويين في البصرة سنة 199هـ، ولم تمنعه ولاية أخيه الرضا من الثورة على المأمون العباسي، وإيقاع أشد وقيعة بالعباسيين في البصرة.
وثورة زيد بن موسى مرتبطة ارتباطا وثيقا بثورة محمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا في الكوفة في السنة المذكورة.
وكان ابراهيم بن طباطبا قد استعان بأحد قادة المأمون وهو السري بن منصور الشيباني وكان علوي الهوى، فجاء إليه بجنده وأخرجوا والي المأمون العباسي منها، ثم مات ابراهيم بن طباطبا، فبايع أبو السرايا محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين، وكان غلاماً حدث السن، لكن أبا السرايا رتب دولته، وضرب السكة، وبعث العمال على الأمصار.
وكان من جملة الولاة زيد بن موسى بن جعفر أرسله أبو السرايا واليا على الأهواز، لكنه طمع في ولاية البصرة أيضا.
وكان في البصرة وال تابع لأبي السرايا يقال له الحسن بن علي ويلقب بالمأمون، فالتقوا في معركة انتصر فيها زيد بن موسى بن جعفر، واحتل البصرة، وأحرق دور العباسيين، حتى سماه المؤرخون زيد النار، لكثرة ما أحرق من البيوت ومن حلفاء بني العباس.
يقول المؤرخون: ((ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس، وأضرم النار في نخيلهم وجميع أسبابهم، فقيل له زيد النار)).
ويقول ابن الأثير في الكامل: ((أحرق بالبصرة دور العباسيين وأتباعهم، وكان إذا أُتي رجل من المسودة أحرقه)).
والمراد بالمسودة أتباع بني العباس، لأنهم كانوا يلبسون السواد.
ثم أرسل وزير المأمون الحسن بن سهل أحد قادته وهو علي بن أبي سعيد الى البصرة، فحاربه وتمكن من أسره.
وأخذ الى خراسان فأدخلوه على المأمون فقال له: ((يا زيد خرجت بالبصرة، وتركت أن تبدأ
بدور أعدائنا من أمية، وثقيف وغني وباهلة وآل زياد، وقصدت دور بني عمك! فقال -وكان مزاحا- أخطأت يا أمير المؤمنين من كل جهة وإن عدت بدأت بأعدائنا.
فضحك المأمون وبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلام وقال له: قد وهبت جرمه لك فلما جاؤوا به عنفه وخلى سبيله وحلف أن لا يكلمه أبدا ما عاش.