بقلم الدكتور عبد الهادي طهمازي
لما توفي الإمام الهادي (ع) دفن في حجرة من حجر بيته، وكان في الحجرة شباك يطل على الشارع، ثم دفن ولده الحسن العسكري (ع) الى جانبه، فكان الناس عندما يزورن الضريح يقفون عند الشباك من خارج الدار يزورون الإمامين (ع).
يقول أبو الطيب المتنبي الشاعر (ره) جئت لزيارة الإمامين الهادي والعسكري (ع) في يوم العاشر من المحرم، وكان الجو صيفا حار جدا، كأن الشمس تصهر الأرض.
فجئت أمشي الى جانب الجدران حتى وصلت الى باب دار الإمام، فوجدت الباب مفتوحا وفي الدهليز الحسين بن علي الهادي أخو الإمام العسكري، فلما جاوزت الباب ناداني: يا أبا الطيب!
فقلت: سيدي أقضي حق أبيك وأخيك ثم أعود إليك.
فقال: ادخل يا أبا الطيب زرهما من داخل الدار، فإن لك علينا حقا.
يقول: فدخلت سلمت على الإمامين أولا، ثم سلمت على الحسين.
هذه القصة تظهر مدى احترام وتعظيم أبي الطيب للمتنبي (ره) للمعصومين، حيث أبى أن يسلم على ابن الإمام قبل أن يسلم على الإمام نفسه رغم أن الإمام في دار الخلود وليس في دار الدنيا.