الجيش العربي السوري يحبط يومياً اعتداءات للإرهابيين في مختلف الجغرافيا السورية، فمشغلو هؤلاء الإرهابيين يوعزون إليهم بضرورة ممارسة إرهابهم لتعطيل الحل السياسي من جهة، واستمرار الفوضى التي سموها يوماً (خلاقة) لتخدم مخططاتهم العدوانية من جهة أخرى.
ونظام أردوغان العثماني يصر على احتلاله للأرض في الجزيرة والشمال السوريين بذرائع واهية، مثل حماية الأمن التركي المزعوم تارة ومطاردة الأحزاب الكردية المناوئة له تارة أخرى، لكن هدفه هو احتلال الأرض والتغيير الديمغرافي بما يخدم توجهاته الاستعمارية وسرقته للثروات كما فعلت قواته المحتلة ومرتزقته في حلب عندما سرقوا مصانعها.
أما واشنطن فتقوم بتوجيه دفة منظومة العدوان برمتها، فتوعز لأدواتها في جنيف كي يخلطوا الأوراق، فلا يدخلوا بأي نقاش وطني يهم الشعب السوري أو يتم الاتفاق من خلاله على ثوابت وطنية تشكل قاعدة لبناء أي حوار متعلق بالدستور، بل تعطيل عمل لجنة مناقشة الدستور ورفض المطالبة برحيل المحتلين الأتراك والأميركيين، أو محاربة التنظيمات الإرهابية ومكافحة الإرهاب.
وليس هذا فحسب بل أكثر من ذلك تصدر بياناً تحدد فيه ماذا يجب أن يكون وما لا يكون في عمل لجنة مناقشة الدستور وكأنه دستور أميركا.
فلا حل سياسياً في قاموسها، ولا طرقاً سلمية للوصول إليه، بل انتهاك السيادة السورية، وعدم احترام إرادة السوريين، والسبيل لذلك من خلال تعطيل لجنة مناقشة الدستور وإصدار البيانات المشبوهة لفرض رؤيتها على المجتمعين في جنيف، والإيعاز لمن وضع يده بيدها وأصبح عميلاً لها لعدم الموافقة حتى على مناقشة الركائز الوطنية التي تطالب برحيل الاحتلال التركي والأميركي ومحاربة الإرهاب.
وتسرب واشنطن أسبوعياً المزيد من مسرحيات الكيماوي المزعومة لاتهام الدولة السورية بارتكابها لتبرر عدوانهم المخطط له، ويريدون إعادة إنتاج أدواتهم المتطرفة، وتعويض خسائرهم الإستراتيجية بعد تقدم الجيش العربي السوري في أكثر من منطقة على الخريطة السورية، وهم يتسللون عبر عباءة حقوق الإنسان والمتاجرة بورقة اللاجئين وضرورة توطينهم.
يغرقون بأوهامهم التوسعية ومعها أوهام الكيان الإسرائيلي الإرهابية، وبالمقابل يؤمن السوريون أكثر بأن انتصارهم على الإرهاب قاب قوسين أو أدنى وتحرير الأرض من رجس الاحتلال قادم لا محالة وتجارب الشعوب المقاومة أكثر من أن تعد أو تحصى.