التناغم في المواقف السياسية السعودية الاماراتية مشهود للجميع لكن يرى المحللون ان هناك موقف متناقض بين الدولتين تجاه سوريا حيث اشادت الامارات بالقيادة الحكيمة للرئيس السوري في وقت تستقبل السعودية وفدا من ما يسمى بقوات "قسد".
واجمع عدد من السياسيين على ان الاشادة الاماراتية بالرئيس الاسد اقوى تعبير على دعم سوريا من بلد الكل يعرف انه شارك بشكل او باخر في الحرب عليها.
ويرى خبراء ان الامارات منذ بداية الازمة السورية تحاول ان تبقي على خيط رفيع من العلاقات غير العلنية مع القيادة السورية، فيما يعتبرون ان خطوة الامارات الجديدة هامة ومن المنتظر ان تتبعها خطوات اخرى.
وفي هذا السياق قال الخبراء ايضا انه كان من المقرر ان تعود العلاقات بين بعض دول الخليج الفارسي وسوريا منذ العام الماضي لكن وزير خارجية الولايات المتحدة انذاك عرقل هذه الخطوة.
وارجع الخبراء تودد الامارات الى سوريا الى امرين اولا ان النظام في سوريا بات قويا ومسيطرا على الجزء الاكبر من الاراضي السورية و ان كل من راهن على اسقاطه قد سقط .
الامر الاخر هو شعور دول الخليج الفارسي وخصوصا الامارات والسعودية بان الرهان على الولايات المتحدة وعلى الكيان الاسرائيلي لم يعد كافيا لحمايتهما وخصوصا بعد الذي حصل لارامكو وبعد العمليات التي قام بها اليمنيون، اذ بدات الرياض وابوظبي في مراجعة سياساتهم السابقة.
ويعتقد الخبراء ان التصرف الاماراتي الاخير نابع بدرجة الاولى عن مراجعة ذاتية فهي تبحث عن مصلحتها في ظل متغيرات هامة في المنطقة، متغيرات تقول ان عصر الهيمنة الاميركية قد بدا يتراجع وان في حقائق جديدة بالمنطقة.
وفيما يعتبر مراقبون ان هناك عوامل اخرى ادت الى الموقف الاماراتي الجديد تتمثل بالمناكفة مع تركيا حيث تريد بعض المحاور ممارسة المزيد من الضغوط على تركيا ، قإنهم يعتبرون ان سوريا منفتحة على اي خطوة مد يد وهي تعتبرها خطوة جيدة ويجب فالحوار لمصلحة الجميع.
وتأتي الخطوة الإمارتية مناقضة تماما للتوجه السعودي واستقبال الرياض وفدا من قوات سوريا الديموقراطية بحسب بعض المتابعين.
وفي هذا السياق اعتبر المحللون ان سبب تواجد هذا الوفد في السعودية يرجع الى قرار امريكي حيث ان امريكا طالبت الامارات والسعودية بالتدخل فيما يجري في الشرق السوري خاصة انهما يستطيعان التواصل بشكل افضل مع العشائر العربية الموجودة هناك لكن المحللون اختصروا الدور السعودي في هذه التطورات بالقيام بدور الممول، كما يمكنهم المشاركة في بعض المناطق النفطية لخبرتيهما.
هذا فيما ذهب جناح اخر الى ان اقامة العلاقات بين قوات " قسد" والسعودية هو فقط للضغط على السلطة الشرعية السورية من اجل الدخول في مفاوضات معها لاحقا وكما استعملت االولايات المتحدة الورقة الكردية تحاول بعض الدول العربية استعمالها ايضا وكل هذا برضا وموافقة امريكية.