يواصل الجيش السوري عمليته العسكرية في ريف إدلب الجنوبي، بهدف قضم مزيد من القرى والبلدات على طريق الوصول إلى مدينة معرة النعمان على الطريق الدولي M5. كذلك، تشير معطيات ميدانية إلى احتمال توسيع عمليات الجيش لتشمل ريف حلب الغربي.
يأخذ تقدم الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي تكتيكاً سريعاً يهدف على ما يبدو إلى قضم أكبر مساحات، بأقصر مدة زمنية ممكنة، وفق خطة على مراحل. كذلك، لا يبدو ريف حلب الغربي بعيداً عن خطط الجيش، في ظل تصاعد الحديث عن نية لدى الجيش بتوسيع عملياته العسكرية باتجاه ما تبقّى من أرياف حلب، لإعلان كامل المحافظة خالية من الوجود المسلّح. ويسعى الجيش، من خلال اعتماد تكتيكات عسكرية متنوعة، إلى إرباك المسلّحين ومنعهم من اعتماد أساليب دفاعية تساعدهم على الصمود الطويل في مناطق انتشارهم. وقد نجحت القوات الحكومية في إحراز سيطرة واسعة على منطقة جغرافية صعبة تتضمن تلولاً عديدة، مع انهيار سريع للمسلّحين في ريفَي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وترى مصادر ميدانية سورية، في حديث لـ«الأخبار»، أن «المعركة التي تهدف إلى الوصول إلى مدينة معرّة النعمان، تسير كما هو مخطّط لها، ولا تواجه عقبات كبيرة حتى الساعة». وتعتمد وحدات الجيش خطط السيطرة المتدرّجة للوصول إلى الهدف الرئيسي، وفق السياق نفسه الذي عُمل عليه خلال السيطرة على مدينة خان شيخون، ويتكرّر الآن في عملية التقدم نحو مدينة معرّة النعمان. وفي هذا السياق، يؤكد مصدر ميداني يشارك في إدارة العملية، أن «الهجمات الحالية تحمل هدفين رئيسيين، هما الوصول إلى جرجناز الاستراتيجية (تم ليل أمس) ثم منها نحو معرة النعمان والطريق الدولي». ويتحدّث المصدر عن الأساليب والتكتيكات الدفاعية للمسلحين، خلال المعارك الأخيرة، مبيّناً أن «المسلّحين يعتمدون على التحصين المتين في محاولة لامتصاص الضربات الجوية والصاروخية، لخلق ظروف تساعدهم على الثبات في مواقعهم»، مشيراً إلى أن «إدراك الجيش لأساليبهم الدفاعية، أدى إلى مباغتتهم بأساليب هجومية جديدة، آخرها الاقتحام المباشر للمواقع والتحصينات، والسيطرة عليها». ويرى المصدر، أن «المسلّحين لا يُبدون أي صمود أمام هجمات الجيش في المنطقة، وهو ما ساعد الجيش على التقدم السريع والتثبيت في عدد كبير من القرى والمزارع والتلال، وأفقدهم نقاطاً دفاعية مهمة، في وقت قصير»، كاشفاً أن «تكتيك الجيش المتنوع نجح في زراعة الهزيمة في نفوس المسلّحين الذين باتوا يفرّون بمجرد السماع باقتراب الجيش». واعتبر المصدر الميداني أن «اندفاعة الجيش السريعة فرضت واقعاً حتى على الأتراك، الذين باتوا شبه مستسلمين لحتمية تقدم الجيش، وتحقيق كامل الأهداف الميدانية». وإذ يرفض المصدر تحديد جدول زمني محدّد للعمليات العسكرية في إدلب، فإنه يؤكد أن «العمل العسكري في محافظة إدلب، سيبقى مفتوحاً بناء على الخطط»، مشيراً إلى أن «الدخول إلى معرة النعمان سيكون وشيكاً». كذلك، يتوقع المصدر أن تثبّت «وحدات الجيش نقاطاً جديدة لها داخل معرّة النعمان، وعلى طريق M5 خلال أيام».
بات الوصول إلى معرّة النعمان مسألة وقت فقط
ومن خلال المعطيات الميدانية المتوافرة، يمكن القول إن هدف الوصول إلى معرّة النعمان، بات مسألة وقت فقط. كذلك، يُتوقع ألا تقتصر عمليات الجيش على معرّة النعمان، في ظل معطيات إضافية عن نية لدى الجيش بتوجيه تعزيزات عسكرية باتجاه ريف حلب الغربي، بهدف انتزاعه من سيطرة المسلّحين. ووفق معلومات عسكرية، فإن الجيش سيعمل على التقدم في ريف حلب الغربي، لربطه مع ريف إدلب، وتضييق الخناق على المسلّحين هناك. كذلك، فإن هدف تحرير ريف حلب الغربي انطلاقاً من الراشدين، والوصول إلى الأتارب، والريف الإدلبي، ينطلق في الأساس من ارتفاع وتيرة القصف على الأحياء الغربية والشمالية لمدينة حلب، بعدما تحوّلت إلى ساحة انتقام للمسلّحين مع كل هجوم للجيش باتجاه مناطق جديدة في ريف إدلب. ويعلّق المصدر الميداني، على احتمالية فتح جبهة ريف حلب الغربي، خلال الفترة القريبة، بالقول إن «الأولوية الميدانية هي للمعرّة وطريق الـM5». ولا يستبعد المصدر أن «تشهد العمليات العسكرية اتساعاً سريعاً في رقعة السيطرة خلال الأيام القليلة المقبلة»، معتبراً أن «جبهة ريف حلب الغربي مرشّحة للتصعيد (…) لأن تأمين ريف حلب الغربي، سيساعد على فتح جبهات جديدة ضد مناطق انتشار المسلحين في أرياف إدلب المتعدّدة، وخلق قوس ناري في محيطها من الجنوب وحتى الشمال».