يبدو ان الدخول العسكري الروسي الى الشمال السوري قد قضى على الامال والطموح والمخططات التركية في المنطقة، والتي رأى محللون وكتاب انها اوسع من حدود الخارطة السورية.
ويقول هؤلاء المحللون ان تطورات المشهد السوري على الصعيدين الميداني والسياسي زاد من وتيرتها المواقف الاميركية التصعيدية لا سيما بالنسبة للاطماع بمناطق النفط.
وأجمع عدد من الباحثين في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، ان الخطط والاجندة التركية في الشمال السوري تحمل ملامح احتلال طويلة المدى، وتهدف بحسب الرؤية التركية الى الوصول للحدود العراقية.
اهداف تركية البست بعبائة محاربة الارهاب اعتبرها محللون على انها "اعتداء صارخ وواضح على الاراضي السورية، وادت الى عواقب واثار كارثية تمثلت نبزوح اكثر من 350 الف نازح من المناطق التي احتلتها القوات التركية او الموالية لها"، بل وتمثل الهدف الاخطر والأعظم بالمساع التركية الى تغيير البنية المجتمعية في تلك المناطق، ديمغرافيا وامنيا وسياسيا".
هذا ولا يخفى على أحد خطورة الاوضاع في الشمال السوري قفد توجه بعض المحللين والكتاب الى القول ان الوضع في شرقي الفرات معقد جدا لتواجد خمس قوى وازنة تعمل في هذه المنطقة السورية وان تفجر الاوضاع فيها سيؤدي الى اشتعال المنطقة بكاملها، ومن القوى الخمس التي انظمت حديثا هي القوات الروسية التي يرى المتابعون لهذا الشأن، ان انتشار الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة الواقعة بين /عين عيسى وتل تمر/ والذي يطمح الاحتلال التركي للوصول اليها، قضى على الامال التركية في الوصول اليها واحتلالها"، ونشرت وسائل الاعلام روسية فيديو وصول قافلة عسكرية كبيرة هي الثالثة من نوعها، إلى مطار القامشلي شمال الحسكة السورية وهي تحمل معدات عسكرية وتجهيزات لوجستية لدعم وجود القوات الروسية في المنطقة، وهي الثالثة من نوعها التي تصل براً الى محافظة الحسكة منذ بداية تطبيق التفاهم بين الدولة السورية وقوات “قسد” بضمانات روسية، مع بدء العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا”.
وهذا ما ذهب اليه محللون في قراءة اولى أن القوات الروسية المتواجدة في سوريا وبعد وصول هذه التعزيزات العسكرية إلى مطار القامشلي قد تعلن خلال الأيام المقبلة عن إقامة قاعدة عسكرية روسية في شمال شرق سوريا.
وفي سياق متصل، رأى محللون ان الحكومة التركية وصلت الى اهدافها في الشمال السوري من خلال العملية العسكرية التي اسمتها "نبع السلام". وان"الحكومة التركية تشعر بالراحة والاطمئنان مع الاتفاق والتنسيق مع الجانب الروسي في هذه المرحلة فيما يتعلق بشرقي نهر الفرات في سوريا". مؤكدين الى ان الحكومة التركية لم يكن هدفها السيطرة على جميع المناطق الحدودية، ولو بشكل رمزي، والاستقرار في المناطق التي سيطرت عليها، والتي قامت باقناع الشعب التركي بان هدف العملية هو القضاء على الارهاب"، وبالتالي القوات التركية وصلت الى اهدافها في المرحلة الاولى من العملية العسكرية. وغايتها ايضا كانت خلال العملية فتح مناطق آمنة لارجاع اللاجئين السوريين وتوطينهم فيها ولكنها فشلت في مسعاها هذا.
العملية العسكرية التركية في الشمال السوري على ما يبدو انها تقاطع مع المخططات الامريكية التي وضعت في خانة واحدة، والتي لولا الضوء الامريكي للحكومة التركية لما جرأت القوات التركية على الدخول الى الاراضي السورية.
وأكد خبراء عسكريون ان القوات الامريكية لم تنسحب من الشمال السوري بل قامت باعادة للانتشار بهدف السيطرة على كافة آبار النفط في شمال وشرق الفرات وسرقت النفط والغاز السوري.