سماء الليل هي شاشة عرض مبهرة لا تبعث على الملل أبدا، وفي العام 2020 نحن على موعد مع مجموعة من أمتع الظواهر الفلكية التي يمكن أن تراها بعينيك، لا حاجة لأن تسافر بعيدا، فتلك الظواهر الفلكية بسيطة ويمكن أن تراها من شرفتك أو سطح المنزل.
كسوف وشهب
الحدث الأول والأكثر أهمية في هذا العام سيكون في صباح يوم 21 يونيو/حزيران، وهو كسوف الشمس الحلقي البديع، الذي سيكون أكثر تميزا في اليمن وعُمان وجنوبي السعودية حيث يمكن أن يرى كاملا.
أما في بقية دول الخليج العربي بالإضافة إلى مصر والسودان وليبيا، فسيرونه بشكل جزئي، لكنه في كل الأحوال سيكون مشهدا بديعا.
في ليلتي 13 و14 ديسمبر/كانون الأول نحن على موعد مع أمطار الشهب، حيث تتساقط في المناطق النائية بمعدلات تصل إلى 120 شهابا في الساعة، وفي المدينة يكون العدد أقل من ذلك بفارق واضح، لكنك ستستمتع بالمشهد من أي مكان.
وتحدث أمطار الشهب حينما تمر الأرض أثناء دورانها حول الشمس ببقايا مذنب أو كويكب ما، فتدخل تلك البقايا لتحترق في غلافنا الجوي.
القمر العملاق واصطفاف الكواكب
في التاسع من مارس/آذار نلتقي بما يسمى القمر العملاق Supermoon، وهي ظاهرة تحدث حينما يكون القمر في أقرب موضع له من الأرض، وفي الوقت نفسه يكون في طور البدر، يظهر القمر أقرب للأرض وأكثر لمعانا ومساحة، ويمكن أن تشاهد القمر العملاق من الشارع أو شرفة منزلك.
أما في 18 و19 مارس/آذار فنحن على موعد مع رقصة الكواكب والقمر، حيث يمكن فجرا أن ترى بعينيك اصطفافا بديعا بين كل من المريخ والمشتري وزحل وعطارد إلى جوار القمر، سيكون مشهدا بديعا، احرص على رؤيته.
يظهر المريخ بلون أحمر بديع، أما المشتري فسيكون ألمع تلك الأجرام بلون أبيض، أما زحل فيظهر مائلا للأصفر، وعطارد تصعب رؤيته قليلا لأنه يكون قريبا من الأفق، لكن يظهر بلون مائل للأصفر.
وتلمع الكواكب في سماء الليل كالنجوم لأنها تعكس ضوء الشمس، تماما مثل القمر، لكنها تكون بعيدة جدا فتظهر كنجوم.
وخلال مارس/آذار أيضا يمكن أن ترى واحدا من المشاهد الفلكية البديعة بعد غروب الشمس، وعلى مدى أكثر من ساعتين، انظر ناحية الأفق الغربي ستجد جرما لامعا كأنه مصباح منير، هذا هو كوكب الزهرة، في أكبر لمعان له خلال العام، وسيكون في مارس/آذار عند أبعد مسافة ممكنة عن الشمس بحيث يمكن أن تتأمله بسهولة.
تذكر أن متابعة الظواهر الفلكية هي عادة ممتعة ومفيدة، خاصة للأطفال، تدفعهم لحب العلوم والتأمل، وتبعدهم قليلا عن الأجهزة اللوحية، فيتفاعلون مع الطبيعة من حولهم، وهذا ضروري لنمو صحي.