قد يكون من الصعب أن تختصر رجلاً بحجم الشهيد قاسم سليماني في بضعة سطور. من يواكب سيرته ويقرأ عنه، يجد أنه أمام قائد عالمي عشق العمل الجهادي، فقضى حياته متنقلاً في بلدان المنطقة دفاعاً عن المقاومة. لهذا القائد بصمات واضحة في ساحات الجهاد المختلفة. الساحة السورية واحدة منها، حيث كان للشهيد دور بارز في الانتصار على التكفيريين ودحرهم.
وهو الأمر الذي يثني عليه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لدى تعليقه على الجريمة البشعة التي استهدفت القائد سليماني في العراق. يُشدّد علي على أنّ سوريا تقدر دور الشهيد سليماني وتترحم عليه وتبارك له هذه الشهادة. برأيه، فإنّ محور المقاومة يتكامل مع بعضه البعض، ومن يقرأ اي انتصار بمنطق مجزوء انما يقدم قراءة تسيء لبنية المقاومة. وينوّه السفير علي بدور سليماني الذي قدّم صورة مضيئة مقدّرة في سوريا، لبنان، العراق، وايران وفي كل المنطقة. ويضيف "ان شاء الله سيكون لسليماني من يخلفه في كل المنطقة".
وفي حديث لموقع "العهد" الاخباري، يبارك علي لذوي الشهيدين سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ويؤكّد أن الجريمة التي استهدفت القائدين ستكون بوابة جهنم على العدوان الاميركي وأدواته في المنطقة وخاصة "اسرائيل"، ويضيف "نحن نقرأ في الذعر الذي تبدى في تصريحات بعض النواب الأميركيين والاعلام "الاسرائيلي" علامة بداية خير تقوم به قوى المقاومة. ونرى في هذه الجريمة ما يوحّد بنية المجتمع العراقي المضطربة في جزء منها، كما نرى في الاستشهاد الكبير علامة توحيد للقوى المقاومة وعلامة صحو للقوى الشعبية في كل المنطقة".
ويشير السفير علي الى أنّ واشنطن ارتكبت أبعد من حماقة في التهور والعدوان الذي قامت به. من وجهة نظره، فإنّ غطرسة القوة هذه سترتد عليها خسرانا كبيرا، فالارتباك بعد الاقدام على هذه الجريمة بدأ يظهر عبر المواقف التي تعبر عنها قوى برلمانية وسياسية داخل الادارة الاميركية.
وفي الختام، يتمنى السفير السوري أن يكون ما حصل درساً للمترددين ليلتقطوا الاشارة ويتوحدوا على حقهم في مواجهة باطل الاغراءات والمفاتن، فنحن لا نفصل النهوض ومقاومة الفساد في بنية القيم عن المقاومة بل هي جذر أساسي للمقاومة في لبنان وسوريا وكل مكان.