تتوالى التقارير والتصريحات والإصدارات التي تؤكد جهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتجاوزه القوانين لتحقيق المصالح الشخصية حيث كشف كتاب صدر مؤخراً عدم إلمامه بالمعلومات التاريخية والجغرافية “بشكل مخيف” وصلت إلى حد عدم معرفته بأن هناك حدوداً مشتركة بين الهند والصين.
ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست فإن الكتاب الذي يحمل عنوان “عبقري متوازن للغاية” وهو من تأليف صحفيين لديها هما فيليب راكر وكارول ليونيغ يذكر أن ترامب قال لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال اجتماع بينهما لبحث مشكلات بين الصين والهند “الأمر ليس كما لو أن الصين على حدودك” ما يبين عدم علمه بوجود حدود مشتركة بين البلدين.
وأشار الكاتبان إلى “جحوظ عيني مودي من وقع المفاجأة” وأن تعابيره تحولت بعدها بشكل تدريجي من “الصدمة والقلق إلى الاستسلام”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد هذا الاجتماع أبلغ مساعد لترامب مؤلفي الكتاب أن “الهنود تراجعوا خطوة إلى الوراء” في علاقتهم الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
ويورد الكتاب الذي يقع في 417 صفحة حادثة أخرى تبين جهله بالتاريخ مشيراً إلى أن ترامب سأل كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي عندما كانا يستعدان للقيام بجولة في ذكرى إغراق السفينة “يو إس إس أريزونا” من قبل طائرات يابانية في هجوم لها على بيرل هاربور عام 1941.. “ما الهدف من هذه الرحلة”.
ويوضح الكتاب أن ترامب سمع بعبارة “بيرل هاربور” وفهم بأنه سيزور موقع معركة عسكرية غير أنه لم يظهر أنه يعرف أكثر من ذلك.
وينقل الكتاب عن مستشار سابق رفيع المستوى في البيت الأبيض قوله إن “ترامب كان في بعض الأوقات جاهلاً بشكل خطير”.
ويورد الكتاب كذلك أن ترامب ضغط في 2017 على وزير الخارجية حينذاك ريكس تيلرسون للمساعدة في التخلص من قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة الذي يمنع الشركات الأميركية من دفع رشى للمسؤولين الأجانب لإبرام صفقات تجارية ونقل الكتاب عن ترامب قوله إنه أمر غير منصف لدرجة أنه لا يسمح للشركات الأميركية بدفع رشى للحصول على أعمال في الخارج متابعاً “سنقوم بتغيير ذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أن القصة التي كشفها المؤلفان وفق شرحهما في المقدمة “تهدف إلى الكشف عن ترامب في أقصى درجاته غير المنمقة وكيف أن عملية صنع القرار في إدارته كانت مدفوعة بمنطق رجل واحد متمركز حول نفسه ومن دون تفكير”.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من اللحظات الأساسية التي وردت في هذا الكتاب تعج بتداعيات في السياسة الخارجية وتصور قائداً مبتدئاً وهو يتنقل عبر البروتوكولات العادية ويثير الكثير من القلق داخل الإدارة وفي الحكومات الأخرى.
ويستند الكتاب إلى مئات الساعات من المقابلات مع أكثر من 200 مصدر معززاً بالتقويمات ومذكرات اليوميات والمذكرات الداخلية وحتى تسجيلات الفيديو الخاصة بينما لم يرد البيت الأبيض على الفور على طلبات التعليق بشأن الكتاب.
يشار إلى أن شعبية ترامب تواصل الهبوط بشكل متواصل منذ انتخابه ليكون بين الرؤساء الأمريكيين الأقل شعبية وخاصة بعد تنصله من المعاهدات والاتفاقيات سواء الدولية منها أو الثنائية كما أن ردود فعله العنيفة وتناقضاته الواضحة تكشف جزءاً من شخصيته المتهورة غير المبالية وتفسر سياساته الخارجية التي أدخلت الولايات المتحدة في أزمات دبلوماسية حول العالم حتى من أقرب حلفائها فضلاً عن سياساته التدخلية بشؤون الدول المستقلة.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي بدأ رسمياً أمس إجراءات محاكمة ترامب الرامية إلى عزله وذلك بتهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.